معروفٌ عني أنني رجلٌ قديم الطراز .. تسريحة شعري توحي بذلك و سالفي العريض … كما أنني أرتدي ( الشارلستون ) في المناسبات القومية و الإجتماعية … لم يعجب ذلك زوجتي فطلقتها … ولم يعجب مديري فقدمت له استقالتي و لم يعجب جيراني فرحلت … و لأنني قديم الطراز كما يدعون لم ألجأ للسكن في ( دير غبار ) فاستأجرت بيتاً في أحد الأحياء الممعنة في الفقر ثم ابتعت تلفازاً عمره عشرون عاماً .. ما يزال يحتفظ في ذاكرته ببرنامج ( مضافة الحج مازن ) ثم توجهت إلى المقهى و جلست اكتب مقالتي هذه علىأنغام ( الحب كده ) لأم كلثوم … كل الجالسين كانوا يشبهونني ، لم يكونوا حليقي الذقن .. لم أسمع أحدهم يتحدث عن زوجته الثرثارة .. كلهم منكبون على ورقة و قلم رصاص و كوب نصفه ممتلئٌ بالقهوة و النصف الآخر ممتلئ بالقهر … لم ألحظ ( النصف الفارغ ) الذي يتحدث عنه ( المتفلسفون ) … وحين غادرت … غادروا برفقتي … بعد أن كتبنا جميعاً ذات المقال … سمعت صاحب المقهى يحدث إبنه قائلاً ( لم الكاسات و نظف الطاولات هلىء بيجوا جماعة الرسم التجريدي و بعدهم جماعة الشعر … فرد عليه إبنه ضاحكاً … بس يابا ليش هيك أشكالهم دقة قديمة !!! … عدت أدراجي وقلت له … عمو أبو بنطلون ساحل .. إحنا مش دقة قديمة … إحنا ما معانا نحلق .
و لأنني قديم الطراز منحته بقشيشاً ( تعريفة ) و مضيت .