ووري جثمان الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي الثرى الجمعة في مدينة لويفيل في ولاية كنتاكي في غرب الوسط الأمريكي، منهيا آخر جولاته ضمن خليط من المشاعر في أرجاء العالم. ونقل جثمان “رياضي القرن العشرين” على عربة لمسافة 30 كلم إلى لويفيل حيث ولد واصطف آلاف الأشخاص طوال الطريق.
وهتف الحضور الذين وصل بعضهم من أفريقيا وآسيا “علي علي”، كما هي العادة حين كان يلاعب خصومه في الحلبة. ورفع المشاركون في التشييع صورا وبالونات ويافطات، في حين غطت باقات الورد العربة التي كانت تنقل الجثمان.
ورغم اشتداد الحر وطول الانتظار لم ينزع بعض الحاضرين قفازات الملاكمة التي ارتدوها تكريما لبطلهم. وضم الموكب الجنائزي 20 سيارة ليموزين وسار ببطء شديد ليفتح طريقا في بعض أحياء المدينة.
“كان يجسد الامل”
وحدث ذلك خصوصا أمام المنزل الذي ولد فيه من كان اسمه كاسياس كلاي. وللمناسبة ارتدت جارته تويا جونسون تي شيرت يحمل صورة البطل ولزمت مكانا تحت الظل قبل ساعات من وصول الموكب.
وقالت “كان يحب أن يرى الناس متجمعين كما هي الحال اليوم، ولهذا نحن نفعل ذلك”. وأضافت “كان يجسد الأمل لكل هذا الحي. ولطالما اتخذه الشبان مثالا لهم”.
وأقلت سيارات الليموزين أبناء وأحفاد محمد علي إضافة الى شخصيات اختيرت لحمل النعش. الممثل الكوميدي ويل سميث وبطلي العالم السابقين في الملاكمة ليونوكس لويس ومايك تايسون.
وانتهت المراسم في مقبرة كايف هيل في جو عائلي. وفي هذا المكان الفسيح يرقد أيضا باتي هيل كاتب كلمات “هابي بيرثدي تو يو” الشهيرة.
ووعد فاعل خير لم يكشف اسمه بتغطية طريق البطل الى مثواه الاخير بالورود الحمراء. ودفن الملاكم، الذي عرف برشاقة الخطى كراقص بقبضتين من فولاذ، في مسقط رأسه في قلب منطقة أذلته قبل أن تمجده، بحسب الفترة، فيما بذلت لويفيل البالغ عدد سكانها 600 ألف نسمة جهودا مكثفة لتكون على مستوى الحدث.
فكلاي الذي شب في مدينة منع على السود ارتياد أماكنها العامة في خضم فترة التمييز العنصري، يعود إلى لويفيل الجمعة إمبراطورا ويجول في شوارع أطلقت عليها أسماء مرتبطة بالهوية التي اختارها لنفسه بعد اعتناق الإسلام.
المصدر : فرانس24 ورويترز