نصوص قصيرة / بقلم : الأديبأحمد دحبور

كنت بكامل أناقتي
بهيبة رداء أسود
عندما دل أثر العطر
على بعضي المتناثر في الهواء
سنبلة فرح 
تستدير فزاعة الحقل
تنقر رأسي ، تقضم لهفتي
وترفع كفيها لطيور السماء
بالدعاء والشكر

كنت بكامل أناقتي
رغم ماسة حزن متوهجة
معلقة بخيط ماء
كربطة عنق على رقبتي
وهبتني هي طفلتي

خيبة
عندما مررت بكلي إلى الدرك السفلي
من هذا العالم
صفعة من الخلف أودت بي
وأسقطت بكينونتي إلى قاع البئر
في إغماءة رحيل
تنهال الحجارة على ظهر المرايا
خرائط أنين
طقطقة حنين
أنتزع نقيق الضفادع
و حراشف الملح
عن ساقية ري
صفيرها طويل
بترف غابات سرخس
ممطرة في داخلي

ماذا !!
أنفاس متقطعة
كتمتها حواس خمس لا ترى الشمس انكسار أضلعي
كيف هذا
وأنا ابنتها الندية
وهي في قلبي يقين كهف
حشوت أنفي بالقطن الأبيض
كي لا أشم رائحة الجلود
وهي تُشوى
ولا نزيز الأصابع وهي تكوى
كان الرقص طربا
حقائب تحت السرير
مكدسة بالدمع بوجع مر لا يحكى
كانت عقيمة لغتي
وحتى بيادر صمتي
احتفظت بها في جراب غيمة
ونشوة أعين نجم
لا تمسها لوثة قيح
ليت مطر الشتاء يأتي
يطهرنا من ذنوب قبح
في الشوارع تجوب أرواحنا عارية
بلا ( كبب)صوف تستر انكسار المدى

بإغماضة عينين
فتحت الباب على مصراعيه
ركضت مهرولة
إلى غدير نبضي
لن يعي أحد ما أقول
أدركت ذلك
احتفظت بلآلئ صوتي لنفسي
بلا وداع مضيت
جررت انتصار أناي وخيوط ظلي
يدي الباردة
سكنت هوة العطر وألهناك

خانتني بحة صوتي
فهي لا تشبه فوضى الحرب
ولا حتى رصاصة شوهت مسام وجهه الجميل
انتزعت آخر معقل للسلام في قلبي
بقعة حمراء مستديرة يكبر ويصغر مداها
وشمتها بلا خجل على قمصان ملونة
وحبل غسيل معلق عليه شوق و صدع ذاكرة
خطايا غياب أبدي و نوايا
شيء ما يدفعك للموت للمرة الألف
والناجي الوحيد ابتسامة باردة
مجهولة الهوية
علقوا أوراق نعوتها
بعد أن عثروا عليها
ملقاة تحت أنقاض حرب
تباً للحرب
متى تنتهي !!

قرابين للريح اللامبالية وجهي
للقوة للموت
قرابين كفن حياة والحب صمتي

شكرا للزهايمر لو يأتي
للتراب المبلل
للسير تحت المطر
للمسافة التي تتثائب
لخبز امي الطري
تعد ضحكة وغنج الصباح
لسوادي ومزاج الورد وقهوتي
للرمل الأحمر العالق على
نعلي الصغير
لأنفاس شوارع الحي القديم
تحوم حوله سنونو ضحكتي

شكرا
للأقفال الصدئة
والمفاتيح المختبئة
تحت مداس القدر
لحلاوة الروح وهي تتآكل
تنهال على جسد الكلمات
قطرة قطرة لتحيا
بخير أنا
لا أملك رفاهية السقوط والتعب
كنت بكامل أناقتي عندما !!»
همسات روح ونبض مساء

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!