وَ إِذَا خَانَكَ التَّعْبِير !/ بقلم:مارياغازي(الجزائر)

يُخيفني هَذَا الشُّعُورْ
الْوَرْد يَابِسٌ ، لَا رَائِحَةَ لَا أَلْوَان
وَ عَلَى مدَارَات الضَّيَاع يَدُور الْعُصْفُورْ
لَيْس بِالقفص ، وَ لَيْسَ حُرًّا
وَ الصَّبَّاح؛ شَاحِبٌ فِيهِ وَجْهٌ الْإِشْرَاق قَبْل السُّرُورْ !
و هَمَسَة الْحبِّ بَارِدَة…
و طَيف الْأَحْبَاب غَدَارْ أَوْ مَغْرُورْ
و حَبَّات الْبُنّ مُتَبَعَثْرَة عَلَى الْأَرْضِ
وَ النَّار وَحْدَهَا تَغْلِي…عَلَى الْمَوَّاقِد وَ فِتْنَتِهَا بِالصُّدُورْ !

يُخيفني وَاقِعٌ ، يُحَاصَرَنِي
لَيْلٌ لِشَعْبي ، لِلْإِنْسَانِ مِنْ بَنِي جِلْدَتي
لِلْأَنَا، تخْنق صَوْت الْعَبَرَات و تَتْرُكُنِي
تَقُولُ …أَنْتَ شَاعِرَة
بِاسْتِهْزَاز تُرْمَقنِي
وَ إِذَا خَانَك التَّعْبِير….إذَا خَانَك التَّعْبِير
أَيُّ اسْتِفْزَاز ، وَ أَيُّ بحَّة وَ أَيُّ وَاقِع سَيَجعَلْني
أمْتَطي حَرْفَي و أَطِير ؟
لَا …الْوَاقِعُ لَا يَعْنِينِي ،وَ لَا أَنَا مِن الْمَاضِي جِئْت فَلَا تَسْأَلِينِي !

يُخيفني لَيْل مُتْرَف
الْوَلَه فِيه يَخْتَنِقْ
الْكَذِب عَلَى زَوَايَا السَّرِير يَتَرَنَّح
و الْأَقْنَعِة لَا تُنْزَعُ ، بَلْ تُرْتَدى وَ لِكُلِّ لَيْلٍ قِنَاع عَلَيْه يَنْطَبِقْ
هَرعتُ لِلْمَرْآة ، أَرَى بَعْضَ النَّوْرِ
لَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، الشَّاشَة سرقَتْ الْأَضْوَاء و الْحُضُور يَحْتَرِقْ
لَا هُوَ يَعْرِفُ لَيْلَهُ وَ لَا يَعِي تَفَاصِيل نَهَارِه
كَمْ حَاوَل الْوَعْي أَنْ يَلِجَ إلَيْه، مدَارَات الْغِشَاوَة يَخْتَرِقْ
لَكِنْ لَا مَنَاصَ….الزَّيْف مُسْتَبِدّ هَهُنَا!

يُخيفني نَبَض و حَسْرَة
الْقَلْب مَرَّةً عَلَى مَرَّةٍ ، بِثنايا اللَّوعة التَّوَى
لِلصُّدْفَة مَوَاعِيدُهَا
و للْقَدرِ فِي مَوَاعِيدهَا تِلْك ، كُلُّ مَا عَزَمَ وَ مَا نَوَى!
رَحْلِتنا حسٌّ و شُعُور
أ نُحَافِظُ عَلَى هَاتِه الْأَفْئِدَة أَمْ وَرَقٌ فِي مَهَبِّ رِيحٍ هَوَى ؟
يَا دَقِّة الصِّدْق كَمْ عِشْت فِي ضَنْك
وَ يَا زَيْفًا بِمَائِل شقَّهِ ، كُلّ الْخَيْرِ حَوَى !
يُنَازِعُنَا صَوْت السَّمَاءِ مِن الْأُفُقِ
يُعَاتِب الْقَافِيَة الصَّمَّاءِ الَّتِي اُتُّهِمَ فِيهَا زُورًا ابْنُ آوَى…

يُخيفني كَأْسٌ و ذِكْرَى
و دَمْعة حُضُورٍ بَارِدٍ يرْتَجي نَار الْحنينْ
و عَطَاء مُسْتَمِيتٌ
و قَلْب شَحِيح و فَاهٌ مُمْتَليء بِعُصَارَة جَوْف حَزِينْ
و عَيْن تَرقُّب الظِّلّ ، ….
و الظِّلّ سَرَابٌ فِي دُجَى لَيْل يُحَاوِلُ أَنْ يَسْتَكِينْ
قِيلَ لَهُ ، مَا الْعوَضُ؟
قَالَ منَ اللَّه صَبْرٌ وَ عَلَيْهِ جَبْرٌ و إنَّا إِلَى رِضَاهُ نَهِيم فِي الْعَالَمِينْ

يُطمئنُني الرِّضَا
بِمَا أَنَا عَلَيْهِ إذَا دَارَتْ الْأَيَّامْ
بِرِدَاء الصِّبَا حَتَّى إذَا قَدَّته أَيَادِي الْخَيْبَة
لَكِنَّهُ مِنْ جَمِيلِ نَسْجِ حَرِيرٍ حَاكَى مِنْ جَدِيدٍ بِضْع أَحْلَامْ
بِحِسّ مُرْهَف ، بِقَلَم ، بِكَلِمَة….بِدُعَاء
بِأَضْعَف الْإِيمَان ، بِالْخَيْر أَفْشيه بَيْنَ الْأَنَامْ
بِالتَّغَافُل عَلَى دُنْيَا حَاقِدة
تَحقننا بِمُصَلٍّ لِلنَّكْرَان
بِقَلْبِي وَ هُوَ كُلِّي ، أجَابهُ رَغْم الضَّرَرِ ، وَ سَطْوَة الْوَاقِع قَبْلَ الْآلَامْ
بِيَدِي أزْرَعُ بَذْرة،
عَلَّهَا تَنْمُو فِينَا شَجَرَة السَّلَامْ

وَ إِذَا خَانَكَ التَّعْبِير !

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!