يُخيفني هَذَا الشُّعُورْ
الْوَرْد يَابِسٌ ، لَا رَائِحَةَ لَا أَلْوَان
وَ عَلَى مدَارَات الضَّيَاع يَدُور الْعُصْفُورْ
لَيْس بِالقفص ، وَ لَيْسَ حُرًّا
وَ الصَّبَّاح؛ شَاحِبٌ فِيهِ وَجْهٌ الْإِشْرَاق قَبْل السُّرُورْ !
و هَمَسَة الْحبِّ بَارِدَة…
و طَيف الْأَحْبَاب غَدَارْ أَوْ مَغْرُورْ
و حَبَّات الْبُنّ مُتَبَعَثْرَة عَلَى الْأَرْضِ
وَ النَّار وَحْدَهَا تَغْلِي…عَلَى الْمَوَّاقِد وَ فِتْنَتِهَا بِالصُّدُورْ !
—
يُخيفني وَاقِعٌ ، يُحَاصَرَنِي
لَيْلٌ لِشَعْبي ، لِلْإِنْسَانِ مِنْ بَنِي جِلْدَتي
لِلْأَنَا، تخْنق صَوْت الْعَبَرَات و تَتْرُكُنِي
تَقُولُ …أَنْتَ شَاعِرَة
بِاسْتِهْزَاز تُرْمَقنِي
وَ إِذَا خَانَك التَّعْبِير….إذَا خَانَك التَّعْبِير
أَيُّ اسْتِفْزَاز ، وَ أَيُّ بحَّة وَ أَيُّ وَاقِع سَيَجعَلْني
أمْتَطي حَرْفَي و أَطِير ؟
لَا …الْوَاقِعُ لَا يَعْنِينِي ،وَ لَا أَنَا مِن الْمَاضِي جِئْت فَلَا تَسْأَلِينِي !
—
يُخيفني لَيْل مُتْرَف
الْوَلَه فِيه يَخْتَنِقْ
الْكَذِب عَلَى زَوَايَا السَّرِير يَتَرَنَّح
و الْأَقْنَعِة لَا تُنْزَعُ ، بَلْ تُرْتَدى وَ لِكُلِّ لَيْلٍ قِنَاع عَلَيْه يَنْطَبِقْ
هَرعتُ لِلْمَرْآة ، أَرَى بَعْضَ النَّوْرِ
لَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، الشَّاشَة سرقَتْ الْأَضْوَاء و الْحُضُور يَحْتَرِقْ
لَا هُوَ يَعْرِفُ لَيْلَهُ وَ لَا يَعِي تَفَاصِيل نَهَارِه
كَمْ حَاوَل الْوَعْي أَنْ يَلِجَ إلَيْه، مدَارَات الْغِشَاوَة يَخْتَرِقْ
لَكِنْ لَا مَنَاصَ….الزَّيْف مُسْتَبِدّ هَهُنَا!
—
يُخيفني نَبَض و حَسْرَة
الْقَلْب مَرَّةً عَلَى مَرَّةٍ ، بِثنايا اللَّوعة التَّوَى
لِلصُّدْفَة مَوَاعِيدُهَا
و للْقَدرِ فِي مَوَاعِيدهَا تِلْك ، كُلُّ مَا عَزَمَ وَ مَا نَوَى!
رَحْلِتنا حسٌّ و شُعُور
أ نُحَافِظُ عَلَى هَاتِه الْأَفْئِدَة أَمْ وَرَقٌ فِي مَهَبِّ رِيحٍ هَوَى ؟
يَا دَقِّة الصِّدْق كَمْ عِشْت فِي ضَنْك
وَ يَا زَيْفًا بِمَائِل شقَّهِ ، كُلّ الْخَيْرِ حَوَى !
يُنَازِعُنَا صَوْت السَّمَاءِ مِن الْأُفُقِ
يُعَاتِب الْقَافِيَة الصَّمَّاءِ الَّتِي اُتُّهِمَ فِيهَا زُورًا ابْنُ آوَى…
—
يُخيفني كَأْسٌ و ذِكْرَى
و دَمْعة حُضُورٍ بَارِدٍ يرْتَجي نَار الْحنينْ
و عَطَاء مُسْتَمِيتٌ
و قَلْب شَحِيح و فَاهٌ مُمْتَليء بِعُصَارَة جَوْف حَزِينْ
و عَيْن تَرقُّب الظِّلّ ، ….
و الظِّلّ سَرَابٌ فِي دُجَى لَيْل يُحَاوِلُ أَنْ يَسْتَكِينْ
قِيلَ لَهُ ، مَا الْعوَضُ؟
قَالَ منَ اللَّه صَبْرٌ وَ عَلَيْهِ جَبْرٌ و إنَّا إِلَى رِضَاهُ نَهِيم فِي الْعَالَمِينْ
—
يُطمئنُني الرِّضَا
بِمَا أَنَا عَلَيْهِ إذَا دَارَتْ الْأَيَّامْ
بِرِدَاء الصِّبَا حَتَّى إذَا قَدَّته أَيَادِي الْخَيْبَة
لَكِنَّهُ مِنْ جَمِيلِ نَسْجِ حَرِيرٍ حَاكَى مِنْ جَدِيدٍ بِضْع أَحْلَامْ
بِحِسّ مُرْهَف ، بِقَلَم ، بِكَلِمَة….بِدُعَاء
بِأَضْعَف الْإِيمَان ، بِالْخَيْر أَفْشيه بَيْنَ الْأَنَامْ
بِالتَّغَافُل عَلَى دُنْيَا حَاقِدة
تَحقننا بِمُصَلٍّ لِلنَّكْرَان
بِقَلْبِي وَ هُوَ كُلِّي ، أجَابهُ رَغْم الضَّرَرِ ، وَ سَطْوَة الْوَاقِع قَبْلَ الْآلَامْ
بِيَدِي أزْرَعُ بَذْرة،
عَلَّهَا تَنْمُو فِينَا شَجَرَة السَّلَامْ
وَ إِذَا خَانَكَ التَّعْبِير !