أرباعَ الليلة السمراءَ العتمُ حسرا
وبيلُ النفس يخفق الألم والكدرا
يغيبُ البال في تآوهات المغيب
الهمُ أمسى في الهجعة مُحتَضرا
نهمُ الكأس بين الأنجُم فيــه نفور
الواقع النومُ بالأعين إنشمرا
أناتُ الليل صدَحُ أنغام مبعثرة
يحومُ العقلُ بأنواح الواقع مُحتقرا
يختصرُ الشاعرُ بإلهامه القبة
محا خوفَ ذاته الضياعُ حُسِرا
يلامسُ أهوالَ الفسيح وخلوده
يرهبُ عمقَ بهائِه الجلي النضرا
ويقبع خادمُ التراب بالأودية بين
الملذات حُلُمَ الأرباع مُفتقرا
لم يكلف عمقَ نفسه العناءَ
والسؤالَ الفلكُ بقوة العلي مؤتمرا
أبياتُ الشعر ليست أحجارا تدمي
قلب العاطفة وتهدُّ الحجرا
لا ينطفىء مزمورُ الآلهة يرسلُ
حكمَ الأبد ويخلقُ السورا
زالت أنبياءٌ أُحرقت بيارقُ هُدَتْ
أسوارُ قلاع ومداميكُ تدمرا
تلمعُ التيجانُ إحتفاءً بالنصر
ومخطىءٌ بينها مَنْ يدّعى الظفرا
الشاعر جو أبي الحسِن