أُخَبِّئُ حِكمَتَينِ، عَنِ الأَنَامِ
وَأَهمِسُ: يَا لُغَاتِ الخَلقِ نَامِيْ
وَأُوغِلُ فِيْ عَلامَاتِيْ، وَأَدرِيْ
بِأَنِّيْ قَد كَبُرتُ عَنِ الكَلامِ
أُصَدِّقُ خَافِقِيْ
وَمُكَاشَفَاتِيْ
وَأَبعَادِيْ،
وَأَجلِسُ
فِيْ الظَّلامِ
أَرَى مَا بَعدُ..
كَم سِرٍّ خَطِيرٍ، عَنِ المَلَكُوتِ،
مَطرُوحٍ أَمَامِيْ!!
أُسَوِّرُهُ بِهَالاتِيْ..
وَهَولٌ يُحَاصِرُنِيْ
بِضَوضَاءِ الزِّحَامِ
وَأَحرُسُهُ بِأَنفَاسِيْ،
وَأَخشَى عَلَيهِ،
مِنَ التَّسَرُّبِ
فِيْ المَنَامِ
وَمِنْ عَطَشِ الحَدَاثَةِ،
وَهيَ عَينٌ تُحَدِّقُ
فِيْ الخَوَاصِ
وَفِيْ العَوَامِ
وَمِنْ أَشيَاءَ أُخرَى، لا تُسَمَّى
قَدِ اتَّخَذَت لَهَا
أَدهَى الأَسَامِيْ
أُخَبِّئُ حِكمَتَينِ،
بِكُلِّ صَمتٍ،
أَغُضُّ الطَّرفَ،
أَفتَعِلُ التَّعَامِيْ
أُتَمتِمُ:
عَالَمٌ عَبَثٌ،
وَفَوضَى حُطَامٍ..
لَمْ أَقُلْ: يَا للحُطَامِ!!
وَحَولِيْ سِربُ أَسئلَةٍ: أَجِبنَا..
فَلا أُلقِيْ لَهُ،
أَيَّ اهتِمَامِ
أَجِبنَا “لَو سَمَحتَ”
فَلَمْ أُجِبْ عَنْ
سُؤالٍ وَاحِدٍ،
حَولَ الخِصَامِ
فَلَيسَ يَهُمُّنِيْ زَمَنٌ لَئيمٌ
وَلَيسَ يَهُمُّنِيْ
حِقدُ اللِّئامِ
وَلَيسَ يَهُمُّنِيْ
تَارِيخُ حَربٍ قَدِيمٌ،
أَوْ مَوَاعِيدُ اقتِحَامِ
وَلَيسَ يَهُمُّنِيْ
هَرجٌ وَمَرجٌ
وَلَيسَ يَهُمُّنِيْ ثَأرُ انتِقَامِ
وَلَيسَ يَهُمُّنِيْ وَطَنٌ صَغِيرٌ
يَلُومُ النَّازِحِينَ
عَلَى الخِيَامِ
وَلَيسَ يَهُمُّنِيْ
شَعبٌ غَرِيبٌ
يُغَرِّبُ نَفسَهُ
مِنْ أَلفِ عَامِ
وَلَيسَ يَهُمُّنِيْ
-فِيْ الأَرضِ-
مَعنَى حَيَاةٍ،
لِلسَّرَابِ وِلِلهُلامِ
مُهِمَّاتِيْ جِسَامٌ..
إِنَّنِيْ لا أُفَرِّطُ بِالمُهِمَّاتِ الجِسَامِ
مُهِمَّاتِيْ -إِذَنْ- كَونِيَّةٌ..
قِفْ لِيَومَئذٍ،
أَوِ اجلِسْ،
بِاحتَرَامِ
فَعِندِيْ
مِنْ قَدِيمِ الدَّهرِ
عِندِيْ تَفَاصِيلُ البِدَايَةِ وَالخِتَامِ