خذني اليك ..أما كفى هذا الجفا؟ ** فرحي توارى في بعادك واختفى
في وحدتي أضحى غيابك آفــةً *** تدمي ضلوعي ليت قلبك قد صفا
ليس الذي عانيتُ منه هيّنــــا **** ذنبٌ .. وما أحلى الكريم إذا عفا
ارحم فؤاداً كنت يوماً نبضــــهُ ***** لا زال ينبضُ بالمــودة والوفا
إنّي لأعجب كيف أنّي لم أمتْ ****من بعد هجرك …عدْ إليَّ فقد كفى
يا من سكنت بخاطري وبمهجتي ***** ارحمْ فؤاداً هـــــام فيك وآلفا
ألفتُ فيك قصــــائدا برّاقــــــةً ***** القلب صـــاغ حروفها وتكلًفا
خذني إليكَ ..إلى مدائن لهفتــي *** فلمن أعيش و داخلي فقد الدّفا؟
قد كنتَ لي رغم الجراح عواصماً ***** كـان الفؤاد بها أميراً مُترفا
أجهضتُ نسلي طوع أمرك سيدي ** لو قيل: جارَ، يقول قلبيَ : أنصفا
فقدِ اصْطفاك القلب يا كلّ الهوى ***والقلبُ يخضع راضياً لمنِ اصْطفى
لا تبتعدْ يا دفءَ قلـــبيَ واقتربْ *****فالشـــوق محتجبٌ لقربك قــد طفا
خذ يا أميري لهفتي و تصـــــوّري **** واسكنْ بأخيلتي ودع عنك الجفـا
عانقتُ طيفكَ في الخيــــالِ فزادني *****شــــوقاً إليك فإنَّ قلـــــبيَ مدنفـا
خذني إليك فأنــت كل مذاهـــــبي ****** حوريٌـــةٌ كاــــنت تريد تعــــفّفا
ودعِ الّتعالي والغرور كلاهمـــــا****** قد يرديان بمن أضــــر وأجحفـــــا
ها قد نظمت إليك ما في خاطري ****** فلعل نبض الحرف يظهر مــــا خفا