طفلـةٌ عَطشى ظِلهُّا ماء
على ذاكَ الجِسرِ الخَشبي
كنتُ أبحثُ كـَ زهرةِ دوارِ الشمس
عن رجل يأتي كالريح
خفيفٌ كـَ الهواء
مُتقدٌ كـَ النار
عذبٌ كـَ الماء
وجههُ كـَ لبنانَ ينبضُ في كلِّ جهاتي
تأتأتُ بالمشي
اختبأتُ بحضنِ شَجرة
لَثغتني أولى قطرات الغيث
دَغدغتْ حواسي عين السماء
رَمقتني هزّت أهدابهَا
بكَتْ دمعاً شهياً
ليلٌ سرمدي
همسَ في أُذني تراتيلَ
في لغُتهِ خُشوع يضُيء عَتمةَ أحزاني
يلمسُني بـِ أصابعَ من نور
ينَفخُ فيّ الروح
يمشي بخُطى تائهِةِ الدرب
تتَدلى من كتفِ الغيمِ عناقيدَ ماء
يبُللّني
يتسللُّ في جداولِ أطرافي
يخُاصرُني
يَمتلىءُ بي أمتلىءُ به
يَخلعُ عَليَّ ثوَبهَ لأرتدِيه
قميصَ لهفة
شَالَ شهقة
ومِعطفَ شوق
أركضُ وفي رأسي حفنةٌ من جُنون
ورغبةٌ جامحةٌ للغناء
بكاءُ السماء يحُيلني طفلةً عَطشى
ظِلهُّا ماء
هالة حجازي