على عتبة الحنين (رسالة إلى عرار) شعر : الشاعر الأردني أحمد طناش شطناوي

عينـــــاكِ من سهـــــلِ الربيعِ ومائهِ
ورسالتانِ مـــــن اخضــرارِ إبائــــهِ

ويـــــداكِ مع خصرِ الصبَّا ريحانــةٌ
يلــــويهما تحــــتَ اشتعالَ غنــــائـهِ

مــرهــــونتانِ لدى الحنينِ وشـــوقـهِ
وأسيــــــرتانِ على رُبا أهــــــوائـــهِ

يا جنـــــةً بالحســــنِ والشهــــدِ الذي
بلـــــغَ النــــــدى متمسكاً بــــردائـــهِ

متعطـــــراً بالبــــــوحِ مـمـــزوجاً به
متــــوسماً بالحـــــرف حـــــدَّ رجائهِ

يبكي المنــــازلَ والطلــــــولَ ودمعُه
أسفاً يسيـــلُ على سفـــــوحِ بكائـــــهِ

يستنفــــدُ الأيـــــامَ حيــــن يعــــــدُّها
ويطيـــــلُ عــــدَّ نجــــــومِها بسمائهِ

متـــــوسداً شغــــفَ الأكفِّ وقبضــةً
وذهـــــولَ قلــــبٍ لم يــــزلْ بفنائــهِ

يرنـــــو إليها حيـــــن يرقصُ نبضُها
فتطــــــوفُ شـــــوقاً في ربوعِ ندائهِ

لعــــروسةٍ حضنتْ شمالَ ربـــــوعهِ
عــــــزف الهــــوى متوضئاً بضيائه

هي عفَّــــــةُ الدحـنــونِ نبضُ ربيعـهِ
هي رحلــــةُ الزيتـــــونِ في أرجائـهِ

هي قصــــةُ للتينِ تغـــــرزُ جــــذرهَا
بتعاقــــــبِ الأيـــــامِ تحتَ لحــــائـــهِ

هي حمــــــرةُ الرمانِ وقــتَ نضوجهِ
ورسالـــــةُ التاريـــــــخِ في لألائـــــهِ

وسنابـــــــلُ الأحــــــلامِ روحُ عبيـرهِ
ومـــــــآذنُ الإقـــــــدامِ في آلائــــــــهِ

هي إربــــــدُ الشمّاءَ سجــــــعُ حمامةٍ
وطهارةُ اليــــرمــــــوكِ مــع شهدائهِ

وعـــــروسةُ الأردنِ مهـــــرُ خشوعهِ
ورسالـــــــةٌ أخــــــرى إلى عليائــــهِ

صبـــــرُ الأماني حيـــنَ كـــــنَّ أمانياً
طـــــربُ المروجِ على زفيـــرِ ظبائهِ

يا مصطفى تيـــــكَ العهـــــودُ عرفتَها
واليـــــومَ عهـــــدٌ ماطــــــرٌ بريائـــهِ

أأبــثُّ مــــن أســــفِ السنابـلِ حرقتي
أم أشتكي مـــــن فقــــــدِها وجفائـــــهِ

أم جفـــــوةُ الدحنــــونِ منــــــذُ رحيلهِ
أم شهــــــوةُ الزيتـــــونِ رغــــمَ بلائهِ

أم رغبـــــةُ للتيــــنِ قــــــد أخفُيتــــها
كي لا تقيــــمَ على جــــذورِ عـــزائهِ

ومخـــاوفُ الرمـــانِ تحضــنُ مهدهَا
مـــــن رعشةٍ ولــــدتْ زهورُ عطائهِ

وســراجُ إربـــدَ يا عــــرارُ كمهجتي
لا ضـــــــوءَ يشعلُـــه بليـــلِ شتائـــهِ

يا مصطفى وصروفُ دهري أشرقتْ
وحماقــــةُ الأيـــامِ نصــــلُ قضائــــهِ

أحـــــدو زمانـــــكَ يا عـــرارُ بطيبهِ
فــورثــــتُ منـــكَ خليقــةَ استقرائــهِ

أطلقتُهــــا والليـــــلُ كحَّــــلَ نجمَــْهُ
والفجـــــرُ أقبــلَ مــن أنينِ رثائـــهِ

مستمطـــراً قلقي وحبـــرَ مخــاوفي
وأبـــــوحُ للحمـــــلِ الثقيــلِ بدائـــهِ

استقــرئُ الأيــــامَ قبــــلَ رحيلـــها
وأفسِّــــــرُ المنشــودَ مــن إعيائـــهِ

هو ذا أنــــا فـــوقَ الحنينِ مـــوسدٌ
نعشي الأنيـــنُ يهــــزُّني بإخائــــهِ

ومطيتي الأحـــلامُ أركـــبُ طيفها
وذهــــولُ مثلي مـيّـــتٌ بدوائــــهِ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!