أفزَعَ الليلَ صمتُهُ حينَ عَسْعَسْ
فابْتَغَى الصبحَ خوفُهُ يَتَنَفَّسْ
يركضُ الصبحُ للغروبِ كَوَحْشٍ
زلزَلَ الخوفُ قَلبَهُ حين أشمسْ
ترجفُ الأرضُ والملايين خوفا
كلما الموتُ خلفهم يَتَفَيرَسْ
مُستعيرًا من السلامِ قِناعًا
يَتَوارَى خلف الظهورِ لِيندَسْ
يبتغي المالَ وافرًا وغزيرًا
وَاهمُُ ظَنَّ في الغِنَى يتَفَردَسْ
أجْهَشَ المالُ باكياً ليتَ يشري
خلوة البال من حواسٍ لِيَنْعَسْ
يغبط العقلُ بالمجانينِ عَيشاً
نَاظِرُ الكَي شاهدًا غير من حَسْ
مثلنا الليلُ بالصَّبِيْحَاتِ يشكو
خيبةَ اليأسِ للورى وهو أتعس
والصَّبِيحَاتُ مثلهُ ليسَ تَلقَىٰ
مَخْدَعَ الأنسِ بالّليَالي لِتَأنَسْ
شطحات من النَّقِيض تعرَّتْ
تنسج الوهم بالخيال وتلبس
كالرَّحَىٰ شاخَ عمرُها في دُوَارٍ
تفرغُ العمرَ في مَدارٍ مُقَوَّسْ