في وجهك نبعت أديانٌ وشرائع
في وجهك أياتٌ علوية
فيه صعيدٌ طهرٌ شاسع
أغرس بثناياه شجوني
واحافيراً من زيتونٍ
نسج القلب عقيدة صدقي
زهرَ براعمها وسنابل
وغفوْت بأعطافِ خُفيت
ومعالمها كنعانية
وعلى الوجنة زهر اللوز
قبابٌ من غلة قمحٍ
وعزوقٍ من تمر الوادي
من نخلٍ مهدورٍ يبكي
من ريحان يبذر شغفاً
تذروه رياحٌ غريبة
في وجهك كفا فلاحٍ
شَعُثت وتهاوتْ مبتورة
يُسراها يحدوْدب مِنجل
يتلو إنجيلاً
يقرعها أجراس كنائسنا الحية
وبيمناهُ خشوعُ صلاةٍ
تطبع سَجْداتٍ بجبينك
وترتل قرآناً صِرْفا
في وجهك أروقةُ حنينٍ
ونوافذُ وجدٍ شرقية
شرعت في الدهر ستائرها
نظراتٍ لجفوك ريا
بنجومٍ بعثرها فلكٌ
والشمس تكبلها الحيه
وسليطُ ذُبالاتٍ حجبت
بغيومٍ ترطنُ عبريه
بعيونك ذي صمتُ مهاجر
وسكونُ غصونٍ ما سكتت
وقداسةُ محرب حانن
يامن يطأُ بلاطَ المعبد
اخلعْ نعليَك ولا تغلو
فرحابي ارضٌ قدسيه
ولتتلو صلاةً لشهيدٍ
من بردى ودماهُ طريه
في وجهك تاريخٌ غافٍ
يخزن في الأحلام بقية
فيها المجدُ وفيها الظًفرُ
وحكايا ظلت عربية
وخنوعٌ يتلوه خنوعٌ
هاماتٌ جفت محنية
ودماء طلت من قومي
هامت بحثاً عن حرية
في شعرك أيقونةُ عهدٍ
وقصائدُ قد أمست حيرى
ذابت بملامحك خجولٌ
تسود قوافيها حزناً
وحماستُها تغدو عيا
لا مدحٌ لا غزلٌ فيها
لا وصفٌ تسكبهُ فحلاً
بل آهاتٍ وبكائية ٍ
ورثاءٌ يحرقهُ نحيب
لصهيل مهارٍ أصليه