قاب الوصال/ بقلم:همدان محمد الكهالي

قـالـتْ:
وَفِـي حَـسَـراتِـها تَـتَـوَجَّعُ
الــشَّـوْقُ نـــارٌ بِـالْـجَـوَى تَـتَـوَزَّعُ

وَلَــيـالُ عَـشْـرٍ بِـالـزَّمانِ تَـأَبَّـطَتْ
زَفَــراتِ قَـلْـبٍ بِـالْأسـى تَـتَـجرَّعُ

وَالـلَّـهْـفَةُ الْـكُـبْرَى تُـثِـيرُ صَـبـابَةً
وَالـلَّـوْعَةُ الـسُّكْرَى تَـشُطُّ وَتُـرَقِّعُ

وَبَــنـاتُ عَـيْـنٍ بِـالْأَنِـينَ تَـدَثَّـرَتْ
وَكَـواعِبُ مِـنْها الـسَّواكِبُ تَـدْمَعُ

والْـعُمْرُ يَـمْضي وَالـزُّهُورُ ضَـمِيَّةٌ
وَلَـواعِـجُ أُخْــرَى تَـسِـيرُ وَتَـرْجِعُ

فَـأَجَـبْـتُـهـا:
يـا لَــهْــفَــةً تــتــربـعُ
كُــلُّ الْـمَـواجِدِ بِـالْـجَوانِحِ تَـرْكَـعُ

فَهُناكَ قَدْ سَجَدَ الْحَنِينُ وَلَمْ يَزَلْ
فِـي شُرْفَةِ الْأَشْجانِ حَتّى تَرْجِعُ

وَسَـحـابَـةٌ حُـبْـلَـى بِــكُـلِّ مَــوَدَّةٍ
تَـسْـقِي زُهُـورَ الْـعاشِقِينَ وَتَـزْرَعُ

وَذَوائِــبُ بَـانَـتْ بِـجُـنْحِ سـفـارةٍ
بَـيْـضاءُ فِــي حَـسَـراتِها تَـتَضَوَّعُ

كَـقَـصـيدَةٍ لاذَتْ بِـقَـلْـبِ شــاعِـرٍ
لِـيَـخْـطُ أَبْــيـاتً لــهـا وَيَــصْـرَعُ

قـالـتْ:
وَقَـلْبِي بـالـنـوى يـتـقـطعُ
حَــتّـى يَـــؤُوبَ لِــرَبِّـهِ وَيُـــوَدِّعُ

نــارٌ تَـشُبُّ وَقَـيْدُها فِـي داخِـلِي
وَمَـشـاعِرُ مِــنْ جْـوْرِهَـا تـتُـوَجِّعُ

وَقُــيـودُ سَـجّـانٍ وَنَـزْعَـةُ حـائِـلٍ
فِــي ظِــلِّ عُـرْجُونٍ قَـدِيمٍ يَـمْنَعُ

فَـيَطُولُ لَـيْلُ الْـعاشِقِينَ بِـحَسْرَةٍ
زَفَـراتُـها فِــي كُــلِّ قَـلْـبٍ تَـشْفَعُ

فَـمَتى تَـطيبُ رِياحُنا يا عاشِقِي
وَمَـتى يُـنادي بِـالْوِصالِ وَنَـسْمَعُ

قُـلـتُ:
الْحَياةُ وَمــا بِـهـا تَـتَـوَسَّعُ
وَالْـعُـمْـرُ بــابٌ وَالـزَّمـانُ يُـشَـرِّعُ

فَـالْـحُبُّ أَعْـمَى وَالْـوِصالُ مُـقَدَّرٌ
يــا زَهْــرَةً فِــي خـافِـقِي تَـتَـمتعُ

فَــإِذا غَـفا حُـرِمَ الـتَّواصُلُ بَـيْنَنا
أَرْسَـلْـتُ قَـلْبًا فِـي عُـهُودٍ تَـسْجَعُ

وَبَـذَلْـتُ نَـفْسِي لِـلْحَبِيبِ وَصِـيَّةً
فَــلَـهـا بِــكُــلِّ مَــحَـبَّـةٍ أَتَــطَــوَّعُ

إِلّا إِذا حَــكَــمَ الْـقَـضـاءُ فِـراقَـنـا
كــانَ الـلِّـقاءُ بِـيَوْمِ حَـشْرٍ يَـجْمَعُ

قـالـتْ:
سـنَدْعُو لـــلإلٰهِ ونَـخْـشَـعُ
ونَـسِـيرُ لـلـبيتِ الـحـرامِ ونَـرْجِعُ

ونُــهَـزُّ أغــصـانَ الـصـبـابةِ رُبَّـمـا
مِـنْـهـا تَــجُـودُ ثِـمـارُهـا وتُـــوَزَّعُ

ونَـهِـيـمُ بـالـفَـلَواتِ كــلَّ دَقـيـقةٍ
حــتّـى يُـلَـبِّـيَ لـلـنـداءِ ويَـسْـمَـعُ

مِــنْ بَـعْدِها عَـضَّتْ أنـاملَ يَـدَّها
والـشَّـوْقُ فــي أشـجـانِها يَـتَرَبَّعُ

وتَـبَـسَّمَتْ فــي دَمْـعَةٍ وتَـأَوَّهَتْ
والـصَّمْتُ مِـنْ حَـسَراتِها يَـتَسَكَّعُ

فـأجَـبْـتُها:
والرُّوحُ كــادَتْ تَـطْـلَعُ
يــــا لَـهْـفَـةً بـجَـوانِـحي تَـتَـطَـلَّعُ

الـحُـبُّ أَعْـمَـى والـصَّـبابةُ غُـصَّةٌ
والـصَّـخْرُ مِــنْ زَفَـراتِنا يَـتَصَدَّعُ

فَـتَـنَفَّسِي أَنْــتِ وأَنْــتِ تَـنَـفَّسِي
والــوَصْـلُ أُمْـنِـيَـةٌ بِـهـا نَـتَـضَرَّعُ

مـا دامَـتِ الأيّـامُ تَـطْوِي بَـعْضَها
وشُـموسُنا فـي كُـلِّ يَـوْمٍ تَـسْطَعُ

سَـيَـكونُ وَصْـلٌ بـالحَياةِ يَـضُمُّنا
دارٌ فَــوَعْـدُ مَـحـبَّـتي لا يُـخْـدَعُ
..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!