وقد كنتَ الرفيق لنا بذاتِك
وغيّرتَ الرّحيلَ على سماتِك
ولم تعرفْ بأنّ قِوَى جوادي
سيمضي في الرّحيلِ على جهاتِك
ألم تعلمْ بأنّ هوى فؤادي
سيجمع ما تفرّقَ مِن شتاتِك
وقد كان الرّحيلُ ولم تُفكّرْ
بأنّ الرّكبَ يُصبحُ مِن مُناتِك
وقد كنتَ الخليل بكلِّ دربي
ولم أنس الهوى في ذكرياتِك
لأنّ العذلَ فرّقنا جميعاً
وأنّ الصّدّ باتَ على صفاتِك
فكم واعدتني بالرحلِ يوماً
ولم ترحلْ بزادك أو عصاتِك
ستبقى الذكريات لِمَا مضينا
وروحي قد سَرَتْ في أمسِياتِك
ونحمِلُ زادنا إنْ شِئتِ رحلاً
وما يروي ظّمايَ سوى فُرَاتِك
إذا كنت الدليل لركب رحلٍ
فروحي والفؤادُ فدى حياتِك
وإنْ كان الّلقا ملكات وجدي
فحِرصي دائماً هوَ مِن هِباتِك