ماتتْ عصافيرُ صُبحي
بينَ عينيَّ وهْيَ ترقبُ قمحي
وفمي لمْ يزلْ
على حُرقِي ينتعلُ الدَّمعَ
كلَّما سالَ بَوحي
وجعي في هواكِ
أكبرُ من ركضِ شفاهٍ
أطَلنَ في الصَّمتِ شَرحي
كلُّ ذكرى أجَّلتُها سرَّبتني
من نداءينِ أدمنَا لعقَ جُرحي
وغيومي ..
في الدَّمعِ تشربُ أهدابي
لئلا أسيلَ من عينِ فضحي
مُسرعًا عدتُ باسطًا كبريائي
وحنيني عكسي يحاولُ كبحي
لا رياحي ..
أرختْ جفوني
ولا ريحي أذابتْ
في مقلَتِيْ صخرَ مِلحي
أتهادى على ارتباكِ سطوري
بخُطىً في الخُطى تعاودُ ذبحي
كلَّما انزاحَ بيْ الصَّدى
قلَّبتْ كفَّيهِ سرِّي
على تلفُّتِ سطحي
فأرى أغنياتيَ البِكرَ تُفري
بيْ ظلالي ..
كيما تُواريَ قُبحي
والمدى يحملُ النَّوى
من مكانٍ
ظلَّ في ناظريَّ يهدمُ صرحي
فاستوى القلبُ عاريًا
يَخصفُ النبضَ ضلوعًا
تكسَّرتْ فوق رُمحي
فلماذا الغناءُ؟
والصَّمتُ أزرى
بالهوى فيَّ
مُذْ توسَّدتِ نَوحي
أناْ من ليْ غيرُ القصيدِ ..
فأفشيْ خرسَ الحبِّ
من تخشُّبِ لَوحي
فدعي ليْ الغناءَ ..
حتَّى إذا ما
طوَّقَ الشِّعرُ موتَنا
صحتُ ويحي!
هاكِ ما لمْ أطقْهُ منكِ ..
فقولي: خسرَ البيعُ
إنْ تكُنْ أنتَ رِبحي!.