لِمَنِ المَعَالِي؟/بقلم:مكرم النهاري

أبتِ المعاليَ أن تُساقَ لِمَن أتى
لِينالَها وعليهِ أخيلةُ الطّمعْ

ومن اقتفى أثرَ الضّغائنِ ساترا
بينَ الجوانحِ كلّ ألوانِ الجشعْ

ياصاحبي دنيا الأ نامِ حقيرةٌ
وكثيرُ مافيها قليلٌ ما اجتمعْ

وشفاؤُها سقمٌ لكلِّ سريرةٍ
ودواؤها فيما تؤمّلُهُ وجــــعْ

ما كان ضرّكَ لو عفوتَ بِمنّةٍ
وبنيتَ مجدا للسّماحةِ فارتفعْ

وبلغـــتَ آفاقَ الكــرامِ مُحَلّــقا
لابأس مثلُكَ أنْ يبوحَ بما ابتدعْ

هي لذّةٌ تمضي كظلِّ غمامةٍ
وغدت تبادرُك المحاذرُ والفزعْ

ما كان ضرّك لو تجاوزتَ العِدا
وزممتَ نفسَك بالتّأنّي والورعْ

إنّ العزيزَ هو الّذي لزم الحِجا
عند المَسَــرّةِ والمَعَـرّةِ والهلـعْ

ومضى ترافقُهُ الحفاوةُ صاعدا
نحو المكارمِ والفضائلِ والمُتعْ

ماكان ضرّك لو مددتَ يدَ العطا
لِمن اكتوى في ذُلِّ مسغبةٍ وقعْ

وشريتَ بالفردوسِ خيرَ أريكةٍ
يا خيرَ مَن نال المقامَ بماصنعْ

هي خُلّةٌ يسعى الأنامُ لِنيلِها
وينالُها مَن ذاب فيها وانطبعْ

وأقــام في دنيـاهُ دونَ مَـذلّـــةٍ
ولوى الفؤادَ عن التّطلّعِ والولعْ

ماكان ضرّك لو جبرتَ بخاطرِ
فلعلّ في جبرِ الخواطرِ مُنتَفعْ

النّاسُ مثلُ النّاسِ فاعملْ جاهدا
فعـلّ ما قـدّ مــتَ يوما قــدرجـعْ

إلزمْ أمـــورا شاء ربُّك فعلَــها
بشريعةٍ سبحان رحمٰنٍ شــرعْ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!