وَجـْــهُ الـقَـصـيدِ مُــعَـذَّبٌ وَكَـئـيـبُ
والـشّـاهِـقات مـِـنَ الـجِـراحِ قـُلـوبُ
فاليومَ صَدْرُ البَيْتِ يَرْشِفُ مِنْ دَمي
وتُـثـارُ فــي عَـجْـزِ الـقَـصيدِ حُـروبُ
يـــا أَيـُّـهـا الـــدّرّيّ هَـوْنَـكَ بِـالـرُؤى
خُــذْنـي بِــنـورِكَ إنَّــنـي الـمَـغلوبُ
لا تَـقْـرَأِ الأبْـيـاتَ وامْــدُدْ لــي يــداً
فـَـأنـا الـغَـريـقُ وبَـيْـتِـيَ الـمَـنْـكوبُ
إنّـي اسْـتَوَيْتُ عَـلَى البِحارِ وَجَدْتُها
لا الــمـاءُ يَـجْـمُـدُ لا الـثّـلوجُ تَــذوبُ
أمـضي و يَسْبِـقُني انْكِســـاري لِلْمَدى
وتـــزيـد مـن هَـــوْلِ الضّياعِ ذُنوبُ
كُـلّي مَـليءٌ بِـاكْـتِــظاظِ هُـــشـاشَتي
والـرّاجِـحـات مـِــنَ الـعُـقولِ تَـغـيبُ
والـحُـزْنُ جَـدْوَلَـةُ الـمَـماتِ لِـمَـوْعِدٍ
إِذْ هـَــدّنــي بـِـالــنـازِلاتِ حَــبــيـبُ
هــذا فَــراغُ الـعابِرينَ إِلـى الأَسـى
لِـيُـطِـلَّ مِـــنْ عَـتْـمِ الـفَـناءِ لَـهـيبُ
هـــذا غُــبـارُ فَـراشَـةٍ فــي زَهْــرَةٍ
قَـــدْ فـــارَقَ الاثْـنَـيْـنِ أَيـْــنَ يَــؤوبُ
والــرّيــحُ تَـلْـتَـهِمُ الـقَـصـائِدَ كُـلَّـهـا
والــلَّــونَ والآمـــالَ حــيـنَ تَــجـوبُ
إِنـّـــي كَــجُــرْمٍ دونَ هَـيْـئَـتِهِ بَـــدا
لا شــيءَ ، حَـتّـى لا يَــراهُ قَـريـبُ
وأَنـا ابْـنُ آدمَ قَـدْ حَـمَلْتُ خَـطيئَتي
فَــانْـهَـدّ عَــزْمــي والـضّـيـاعُ دُروبُ
كُنْـت ابْنَ نوحٍ حين أَدْرَكَني الردى
وتَقَهْقُري والـــشّــامِخاتُ مَهـيــبُ
لا شيء غَـيــر الـرّوح يَفْـتَـح بابَهُ
لِـيـَشُـــدَّ مـن أزر العـــويل نحيبُ
فَنَـقَشْتُ فـي عُمْقي الحِكايَةَ والغِوى
والــرُّقْـمُ يَـثْـقُـلُ والــنُّـدوبُ نُـــدوبُ
يـومي وَتَـأْسِرُني الـفُصولُ بِبُؤْسِها
وَيَـصيحُ مَـنْ حَـوْلي وَلَـسْتُ أُجيبُ
وَمُــغَـيّـبٌ عـَـنِّـي الــزَّمـانُ بِـأَهْـلِـهِ
لـي فـيهِ مِـنْ طَـيْفِ الحَبيبِ حَبيبُ
وَجْــهٌ يُـكَـحّلُ جَـفْـنَ عَـيْني بـِالدّما
وَيُــعــيــدُنـي لِــحَــيـاتِـهِ فَــــــأَؤوبُ
فَـأَنـا الـهُلامُ عَـلى امْـتِدادِ خَـريطَةٍ
رَسَــمَ الـحُـدودَ بِـدَمْـعِهِ الْـمَـحْبوبُ
فِــإِذا تَــوارى كُـنْـتُ مَـحْضَ خُـرافَةٍ
قـيـلَـتْ بِـجَـمْعٍ وَالـوُجـوهُ شـُحـوبُ