نَصَحْتُكَ لا تَصْحَبْ سِوَايَ بموطنٍ
وَلَا تَتَّخِذْ خِلًّا بَدِيلًا وَصَاحِبَا
فَأَهْمَلْتَ قَوْلِي وَاتَّخَذْتَ أَخِلَّةً
وَأَصْبَحْتَ عَنِّي يَا حَبِيبُ مُجَانِبًا
مَضَيْتَ بِوَادٍ غَيْرَ وَادٍ عَرَفْتُهُ
وَأَصْبَحْتَ عَنْ خَيْلِ الْأُخُوَّةِ رَاغِبًا
يُذَكِّرُنِي الْمَرْعَى نقاءَ ودادنا
وَأَفْرَاحَنَا أيام كنا طَلَائِبًا
فِيَهْتَزُّ قَلْبِي لَوْعَةً وَصَبَابَةً
وَلَكِنَّنِي مَا عُدْتُ كَالْأَمْسِ لَاعِبًا
تَغَيَّرَ طَبْعِي بَعْدَ مَا خُنتَ صُحْبَتِي
وَصِرْتُ إِلَى رَوْضِ الْمَكَارِمِ دَائِبًا
مُجِدًا بِلَا لَهْوٍ أُسَنْبِلُ مَوْطِنًا
بِأَخْلَاقِ طَهَ كَيَ أَنَالَ الْمَرَاتِبَا
فَحَقَّقْتُ آمالي وَصِرْتُ مُمَجَّدًا
أعلِّمُ غيري بَعْدَمَا صِرْتُ شَائِبًا
وَأَهْمَلْتُ مَا يُلْقَى مِنَ الْقَوْلِ عنوةً
وصرت لنفسي مرشدا ومُعَاتِبًا