تَشقُّ البَحرَ غَيبا وتَفْري الأنواءَ
حوريَّةٌ لا تَتكلّفُ العَناءَ
ليّنةُ السواعِدِ وكَرْمـاءُ العُودِ
ومَنْ مِثلُها يَستطيعُ الإجداءَ
فهي سَابِحَةٌ تُقاربُ الأعماقَ
حَيثُ مَهدُ القَعرِ تَرَاها عَوماءَ
كأنَّ لَزاجَةَ الميـاهِ طِينَتُها
زَعانِفُ المِرجانِ تُكابِدُ العَناءَ
لؤلؤةٌ من ثِمارِ غِنى اليَـمِّ
فاضَ المَبسمُ براءَةً وبَهاء
تُلامِسُ بَراعِمُ يَدَيها السَّفحَ
تَقطُفُ العُبورَ وتَعلمُ الإنتِحَاء
لا يَقهَرُها هُبوبُ مَوجٍ إنْ عَلا
يَستَكينُ قُربَها ويَنحو الإغفاء
مَاريَّةُ إكتملَ بها عَقدُ الماءِ
يلتَّفُ ضياءً ويَنثرُ الرَّخاء
فَارِسةُ النَّظرَةِ والحِدقُ عَالِمٌ
وتَملُكُ على الصِّعابِ الإعتلاءَ