وحيدًا
كنتَ تحتاجُ الكلاما
“وحيدًا” مِثلَمَا تعني تماما
كما لو أنهم تركوكَ تبكي،
وتخدشُ في لياليكَ الظلاما
كنافذةٍ
تطلُّ على فراغٍ،
كمقهى للمجانين القدامى
تمرُّ على الحكايةِ
نِصفَ غافٍ،
وتعبرُ هذه الدنيا سلاما
يَداكَ تلوِّحانِ لسربِ طيرٍ،
وقلبكَ بيتُ أطفالٍ يتامى
سيجرحُكَ الحنينُ غدًا،
ستَنسَى،
وتَنسَى في شُرودِكَ أنْ تناما
ستَبكيكَ البناتُ البيضُ غيمًا،
وينحِتُكَ الأسى العالي رُخَاما
ستذهبُ باتجاهِ الحبِّ طفلًا،
وترجعُ ذائقًا منه المَلَامَا
على عينيكَ آثارُ الصبايا
فكم جَرَحَتْكَ ألوانُ الخُزَامَى!
لأنكَ كنتَ للصبارِ ظلًّا،
ستزرعُ هذهِ الصحرا خياما
وتسرفُ في ذهولكَ
ما استجابتْ لكَ الأسماءُ
واتسعتْ مقاما
غدًا تُنْسِيكَ ذاكرةُ المنافي
شوارعَ لم تزلْ فيها غلاما
محطاتٍ
ستشبِهُهَا رحيلًا
وتشبِهُكَ اغترابًا وازدحاما
لأنكَ عابرٌ أبدًا ستمضي،
وتتركُ خلفكَ المعنى
حطاما