دخلتُ غاضباً بعد أن خرجت تلك المرأة السيئة وقلت لجدتي:
ــ لماذا تسمحون لتلك المرأة الفاسقة بالدخول إلى بيتنا وتدنيسه؟…
لم أشعر إلا وكف أمي يصفعني بقوة … التفتُ ..سرعان ما لطمتني بأخر قوي وسريع !
صاحت جدتي : ــ اتركيه !صغير ولا يعرف شيئا !..
ــ لا… لا… يا أمي…
صفعتني بقوة للمرة الثالثة…
ـــ صغير !.. وهل ابن ثلاث عشرة سنة صغير؟ والله لا اعرف ماذا يدرسونكم في المدارس ؟ ابتعدت عنها …وقفت خلف جدتي …
ــ قلت لك اتركيه!
قالت لي بصوت هادئ : ـــ من قال لك يا حفيدي أن تلك المرأة سيئة؟…
ــ أولاد الجيران !الجميع يعرف ذلك الكبار والصغار!
ـــ هل تعرف لماذا زارتني؟
ـــ لا أعرف! لكني لا أريدها أن تزورنا مرة أخرى! لا داعي لأن تشرحي لي…
ـــ أتمنى أن تفهم ما أقول! أنت أيضا ستكبر وتصير رجلا… تلك المرأة أخطأ في حقها ابني سليم… عمك ! ولم يرد أن يعترف بخطئه أو يصححه ….
لم أقل شيئا ، وإنما فهمت ربما عمي مثل الرجال السيئين يضاجعون النساء السيئات ،وهذه المرأة إحداهن !
واصلت جدتي : ـــ وهذه المرأة التي وصفتها بتلك الأوصاف ، تزورني كل يوم تقريبا تتضرع إلي لكي يعترف ابني بالجنين الذي في بطنها …
فما يؤلمها ليس الخطيئة ,إنما ما يعذبها ويبكيها يوميا أن يأتي المولود إلى الدنيا ولا يعرف أبا ، غير أن ابني يرفض بشدّة !.. لماذا يرفض ؟لأنه أناني وشرير… نذل.. ولو كان ولدي…هؤلاء هم الرجال يستمتعون بالنساء الضعيفات، ولا يعترفون بثمر ذلك الاستمتاع…. والأطفال هم من يدفعون الثمن !
أردت ُ أن أسال جدتي لكن صوت أصدقائي من الخارج ينادونني، جعلني أنطلق إلى الشارع راكضا.