رآها من بعيد تتقدم ببطء ، تنوء بحملها الثقيل ، خفق قلبه لرؤيتها ، وبدأ الأستعداد للقائها ، دخل البيت المواجه لها ، المشرعة أبوابه للريح ، عيناه ماتزالان تترصدها من ثقب بالجدار بلهفة عاشق …
دنت اللحظة الحاسمة ، و إزداد خفقان قلبه.
عانق ماحملت يداه ، وصوب بإتجاهها ، وأطلق نيرانه فأصابتها ، وأخذت النيران تشتعل بها …
انتشى فرحاً ، وخرج مسرعاً ، صرخات جنود الأحتلال تعلو من شدة الألم ، وتستغيث …
أخذ يعدو يسبقه ظله ، حتى اقترب من فوهة النفق ، تسلل لداخله بخفة ، والأمل يداعب مخيلته برؤية علمه يرفرف وحيداً في سماء وطنه ، والحمام يعم أرجاءه .