رغبة حمراء
اللّيل يبلغ الهزيع… وكعادتي أسبح وحيدا في الفضاء الأزرق… فجأة ظهرت على الشّاشة نافذة حمراء صغيرة… أطفأتها… تردّد صوت لا أدري مصدره:
“هل تحبّ…؟”
وعادت النّافذة الحمراء تتألّق بشدّة وصوت مجهول: “تحبّ الدّم؟”
تراجعت إلى الوراء فزعا لكنّني وجدتني مشدودا إلى المقعد… وشعرت بجسدي يشتعل وفي زاوية بعيدة من أعماقي كانت رغبة في القتل تكبر سريعا…
دمية في بيتي
لا أدري من قذفها في بيتي… رميتها في حاوية الزّبالة وتأكّدت من أنّها حُملت الى المصبّ… ومع ذلك تفاجأت بوجودها في السّرداب. خُيّل إليّ أنّ نظراتها ازدادت حدّة وأنّ شعر اللّحية والشّارب أخذ بالنموّ… لم أنفر من شيء كما نفرت منها…
لكن لسبب غامض ما زلت أعثر عليها في سردابي رغم محاولات التخلّص منها… كلّ مرّة تزداد طولا، وتزداد لحيتها شُعثًا، ونظراتها حِدّة، ورايَتها سوادًا على سوادها…
نوبيرا*
كعادتنا لا بدّ أن نجتاز الجبل حتّى نبلغ القرية من أقرب سبيل… مساء ذلك اليوم كان باردا وغائما وأحيانا كانت السّماء ترشح قليلا… عندما بلغت السّفح وأطرافي تكاد تتجمّد فوجئت بيد بضّة تمتدّ إلي.. جذبتني بقوّة. وقبل أن أستوي واقفا كانت نظراتي تستقرّ على وجه أملس مخيف…
حين بلغت القرية لم أدر لماذا يفرّ النّاس لمرآي… حتّى أهلي فرّوا من أمامي… نظرت في المرآة فوجدت وجهي أملسَ بلا ملامح…
*نوبيرا: كائن أسطوري في الثقافة اليابانيّة.
Matsue*
ثمّة سرّ غامض يكتنف تلك القلعة وأكنافها. عندما اقتربت منها شعرت برغبة ملحّة في الرّقص… وشيئا فشيئا فقدتُ السيطرة على جسدي فتلاحقت أنفاسي وأدركني التّعب ولم أستطع التوقّف…
حين سقطت مغشيا عليّ وابتلعني سديم بعيد، رأيتها في صورة لم أر أجمل منها رغم أمارات الرّعب الجامدة على وجهها… جسّت عظامي عظما عظما… سمعتها تهمس:
أنا ساكنة القلعة… اخترتكِ رفيقة جديدة!
Matsue* مدينة تقع بمحافظة شيماني اليابانية يعتقد أنّ بها قلعة مبنية بعظام البشر وتقول الأسطورة بأنّها مسكونة بروح راقصة جميلة. قُتِلت غيلة لتكون عظامها لبِنَاتُ بِناءٍ في تلك القلعة.