افتقدته وأنا أحتسي شاي العصر وأتأمل شجرة المانجو التي زرعها شتاء واثمرت صيفا، لم يفرغ لقطفها وسقطت ثمارها من تلقاء نفسها ، فشردت قليلا. كان صوته يقترب ويبتعد وهو يهمهم بكلمات لا تهمني .فقط افتقدته في لحظة تخيلت نفسي وحيدة، أرملة لا تعلم أي خطوة تخطوها إلى الأمام أم إلى الخلف. انهيت فنجاني دون أن أحس كم من الوقت مضى وأنا أظن أنني لم أفرغ منه، أ هذا لأنني فقط افتقدته ؟ وهو يدور كالاعصار ينهي أعمال متلاحقة ، نظرت له ببرود، ماذا لو قفزت إليه اعانقه وأقبله ، وجعلته يترك عمله، أ سيصدني وأعود إلى مكاني بخيبة وأصب لنفسي فنجان آخر ، أو سيحملني نحو فراشنا ، تقدمت خطوات متمهلة فضمني له برقة يثلم خدي مودعا لعمل ضروري سيخرج له، اطرقت رأسي باسى وعدت من جديد أصب لنفسي فنجان آخر، وأنظر لشجرة المانجو التي فقدت ريعانها.