..صبيحة يوم عيد .. رائحة زكية تعبق الأمكنة.. تصاحب الكثير من الضحكات والأحاديث الممتدة عبر الشارع الطويل.. شارع لعطيلة .. خلفهم ظل وجه طفل صغير مكفهرا، يأبى أن يشاركهم تلك اللحظات .. تهتز مقلتاه بعنف وتنساب آلامه كعبرات تسقط على ظهر خروف كان بجانبه .. ظل يعانقه بمودة وقد بدا عليه خوف رهيب إذ أحس أن أمرا جللا سيحدث للخروف .. – أبي هذا صغيري أين تأخذه .. أحرج الوالد السؤال، فأرسل نظرات ضاحكة إلى من هم حوله ، وسعى جاهدا الى إخفاء ارتباكه بأن طلب من الابن البكر أن يعيد أخاه الصغير إلى الدار ويصد عليه الباب… – احكم اغلاق الباب .. قاوم الصبي بشدة وفتح الباب وأسرع ملتصقا بجلباب والده متوسلا .. اشتد بكاؤه حتى أصبح شهيقا حادا .. – قد صدقت الرؤيا يا أبي ..فدع صغيري ..وخذ هذا .. تأمل الوالد ما قدمه الصبي .. خروف أبيض صغير من بلاستيك، لعبته المفضلة …. بانت في عينيه رقرقة خفيفة ..ملامح حزن وأسى وحنان تنتابه لكن اليوم هو يوم عيد ولا بد من أضحية .. رفض الاستسلام وأصر على الابن البكر مرة أخرى أن يأخذ الصبي وأن يحكم إغلاق الباب – سينسى حين يكبر .. لم أنس أبدا… صبيحة هذا العيد، هو ذا صغيري يأتيني من خلف الباب بعد ان قاوم أخاه البكر لاهث الأنفاس ، دامع العينين، يقدم لي لعبته المفضلة، خروف أبيض صغير .. – أنا صدقت الرؤيا يا أبي