فاتها أن تُخبركَ/بقلم:عائشة بريكات (سوريا)

فاتها أن تُخبركَ…

أنكماااااا…

ما افترقتما..
لكنّ الطريق تشّعب..!
و ما عادت أنفاسكَ تملأُ رئاتَ الأرصفة المختنقة بالماء، و ما عاد الطريق يزفر طمي تبريراتك!!

هل هو زكام الرّجفة يا ترى؟
أم هي حرارة إياباتها الساذجة ؟

حقيقةً : لا تعلمْ !
ولا تعلمْ أين وضع النسيان حقيبة أدويته المهدئة لأرق الأسئلة..!
ولا تعلمْ لماذا يتكاثف الماء على مزلاج النافذة المقابلة للسرير !
و لا تعلمْ كيف يتعاقب الصيف في غرفة الجارّة العانس ، وكيف تجرأت على وهْبِ كامل ملابسها الصوفية لزوجة الحارس البدينة
و كيف يتغير الطقس فجأة حينما تلمح من خلف نافذتها الرجال وهم يتجهون نحو الحانة الوحيدة في الحي.

ما تعلمه فقط….
أنّ جدتها أورثتها قلبها مناصفة مع أمها، أمها التي لم يتسنّ لها إهداء أي شيء فقد تبرعت بما تمتلك من قطع نحاسيّة لإخوتها الصِبية كي يبتاعوا المزيد من أوراق الجرجير و مرطبانات العسل و حبة البركة،
يوم وجدتها تركل القِطة خارج عتبة المنزل في يوم شديد المطر
ثم تجلس بهدوء مصطنع و ابتسامة جوكندية خلف طاولتها
لتكتب لنفسها المزيد من القصائد (غير الصالحة للنشر)
بعدها تضع الأوراق جانباً بخبثِ(داهية)
تتزين…
تفتح الستائر
تطفىء الأضواء
و ترقص(الكانكان)

العائشة

الكانكان: رقصة المرأة الواثقة من نفسها

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!