بسم الإلهِ معلّمُ البشريَّة
من حاز أوصافًا لهُ أزليَّة
فله المحامد والمدائح كلها،
سبحانَ ذي الملكوت في كرسيَّة
ثم الصلاةُ على النبيِّ محمدٍ
وكذا السلامُ، لشخصهِ معنيَّة
ها قد نظمتُ القولَ حبًّا صادقاً
للناسِ من درِّ الجُمانِ بهيَّة
ازرعْ بميدانِ الحياةِ مكارِماً
واصنعْ بِعطرِ الخُلقِ كلَّ هديَّة
واجعلْ لذاتِك في الكرامةِ قبلةً
تمضي بها في فطرةٍ مرضيَّة
لا تُكثرنَّ من الحديث بلا هدى
فالقول أبلَغُ، في الأنامِ مزيَّة
لا تَحقرنَّ الجاهلينَ بجهلِهم
وانصح لهم فعيوبهم شخصيَّة
كنْ مرشداً للنَّاسِ بالعلمِ الذي
ينفـي ظلامَ الجهل، والعصبيَّة
إيّاكَ أن تهوي إلى دَرَكِ الرَّدى
فالعِلمُ عزٌّ، والعقولُ ذكيَّة
واحفـظْ عيونَكَ أن تُسـيءَ بنظرةٍ،
لحرامِ محضٍ، دونما سببيَّة
واجعلْ لروحِكَ عفَّـةً من شهوَةٍ
كي لا تجرّكَ يا أخي لبليَّة
لا تستحـلَّ القلبَ في حُبِّ النسا
إلا بحُجَّةِ، حُرمةٍ شـرعيَّة
فالشـرعُ يَسمو بالقلوبِ إلى التُّقى
لا أن يُقادَ بحيلةٍ مخفيَّة
وانظــرْ لعلم الصالحينَ على المدى
آثارُهم شمسٌ على البشريَّة
لا تَتَّبِعْ مسعى القبيحِ إذا بــدا
فالقبحُ في ميزانِنا شـرِّيَّة
وتجـنَّبِ الإفــراطَ في جدلِ الهوى
فاللَّطبعُ هذا من حُلي النّسَـوِيَّة
وانظــرْ لمَن سارَ الدَّعاةُ بطيفِهِ
نوراً تهادى، والعلوم قويَّة
ذاكَ ابنُ تيميةَ الذي في علمِهِ
عـمَّ البلاد بعلمهِ والنيَّة
أهدى الطوائفَ في رسائلِ عِلمهِ
نسجَ الردودَ بحكمةٍ خُلقيَّة
فاحفظ شيوخ العلم في أفضالهم
إنَّ المحبّة فيهِمُ خيريَّة
لا تطعننَّ بِعالِمٍ في زلّةٍ
فالطَّعنُ في العلماءِ شرُّ قضيَّة
كنْ ناصحاً بالخـيرِ في كلِّ الدُّنا
واجعلْ لدعوتِكَ النجاحَ هويَّة
لاتحقرنَّ الوالدَينَ بعجزِهم
فاللهُ بيَّنَ فضلهم بوصيَّة،
لا ترفعـنَّ النفسَ في زمنِ الردى
فالكبرُ أصلُ دناءةٍ، همجيَّة
وازرعْ بآثارِ الفُضائلِ مشتلًا
واهجرْ دروبَ الظلم، والوحشيَّة
واحفظْ لسانَكَ أن يزِلَّ بباطلٍ
واسمع كلامَ نصائحٍ عفويَّة
واصبرْ على طُرقِ البلاءِ فإنَّها
دربُ الكرامةِ، والحياةُ شقيَّة
لا تَعتذرْ عن فعلِ خيرٍ ظاهرٍ
فالخيرُ فينا فطرةٌ إنسيَّة
إياكَ واليأسَ المميتَ فإنهُ
يُطفي الضياءَ، ويُمرضُ النفسيَّة
كن كالجبالِ إذا تصــدَّتْ للأذى
فالمرءُ طودٌ، روحهُ مكسيَّة
واعلمْ بأنَّ الله شاهدُ قولِنا
فالخيرُ يُذكـرُ، والشرورُ سويَّة
واصدعْ بحُبِّ اللهِ في مرضاته
واهجرْ طريقَ الـزيفِ والبِدعِيَّة
وانثرْ بساتينَ المعاني في الورى
فالشعرُ درعٌ، يحفظُ العقليَّة
واعلمْ بأنَّ القولَ نـورٌ إن بدا
بالحقِّ، فهو شريعةٌ قوليَّة
واقنعْ بما أعطاكَ ربُّك، إنهُ
ربٌ كريم، رازقُ البشـــــــــريَّة
واختمْ، صلاتي للنبيِّ محمدٍ
بالحبِّ والإسرار، والعلنيَّة
فهو الشفيعُ، وخير من وطِئَ الثرى
خيرُ البريِّة، رحمةٌ أبديَّة