“”
قالت له : إرسمني
– كيف وماذا سأرسمكِ حبيبتي… ؟!
– إرسمني كيفما تشاءُ
– سأرسمكِ غيمةً كبيرةً تهطلُ أمطاركِ بأرضي .
– إن هبت رياحٌ قويةٌ ستجففُ أمطاري
بأرضكَ ولن يبقى لي فيها أثرٌ .
– إذاً سأرسمك فراشةً تحلقُ في سمائي .
– أخشى أن يحرقني نوركَ ، ويضيعَ عمري بعدها هباءً .
– إذاً سأرسمكِ نجمةََ المساءِ ، لتشرقي في ليلي وتنيري دربي .
– لكني سأغيبُ في النهار ولن تراكَ
حينها عيني وتأكلني الغيرةُ والشكُ
– معكِ حقٌ .. ليكنْ قمراً أستحمُ بنوره
– ستحجبني غيومُ الشتاءِ ولن أعرفَ
كيف أجدكَ .
– لا شيء أجمل من شمسٍ
– آهٍ منكِ .. فلن تستطيعَ الأقترابَ
مني ستحترقُ بنيراني .
– إذاً أرسمك وردةً نديّةّ تعطرُ أيامي؟.
– يالله … كم أحبُ الوردَ كم هي جميلةٌ !!. لكنّي سأذبلُ بعدَ مدةٍ ، وسترميني بعدها أرضاً
– سأرسمك وطناً
-رائعُ ولكن الوطنَ قد يُحتلُ ، أو يُغتصبُ ويُسرقُ منا .
– بربكِ قولي لي ماذا سأرسمكِِ حيَّرتني
– إرسمني نبضاً يخفقُ بقلبكَ مدى
الحياة أو دماً يسري بعروقكِ كنهرِ فراتِ
أو روحاً تبعثُ في روحكَ الحياةَ .
– سأرسمكِ كل هذا حبيبتي
غيمةً ، وفراشةً ، ونجمةَ المساءِ ، وقمراً ، وشمساً ، وردةً ، ونبضاً ، ودماً ، وروحاً .وطناً أفديه بدمي
فأنتِ أجملُ مافي الحياة .