الطقس ليس مواتيا للغناء / بقلم : محمد لبيب..إفران

وحيدا…
في غمرة هذا الليل…
يكحل السهد رموشي…
والصمت..ألبسه كعباءة الرهبان…
يتلجلج الصوت في صدري…
إنني أمتحن نفسي.. في اختبار لغة جديدة..
تعقد آصرة القربى. ..
مع الجسد الجريح…
ولا شيئ غير وجهي…
مبثوث في شظايا القصيدة…
وقلبي مطمئن بهذا الفراغ العميق…
وعلى الطريق…
أراقص جموح الظلال…
وأصغي لهمس المطر…
حزني العاري…أخسف عليه من ورق الكناية…
أغشيه بالكلمات الجميلة…
وفي حلقي غصة تعرش في لبلاب الفرح …
ناشزة أنغام هذا الاحتفال…
والطقس ليس مواتيا للغناء…
أيها الخوف المعشش في عيون الحيارى. ..
أنزل غيمك فوق أسوار القصور…
أطلق لساني بالصرخة الجسور…
يرحل الصبر فينا..رحلة الشتاء والصيف…
شديد الوطأة هذا الليل…والأفق المعتم…
يرهق كاهل الشموس الشاحبة…
بيني وبين الفجر…خرق لا ترقعه الكلمات …
وزحف الصقيع لا شيئ يوقفه…
وتسقط الأحلام صامتة…باردة المفاصل…
على مراقد الموتى ….
لا شيئ يجمل وجه الفجيعة…
كيف للقصيدة أن تكفكف دموع الروح …؟؟؟
وها يداي تشيخان في عجين اللغة…
وقلبي ضالع في العشق المحظور…
كم مر من الزمن…؟؟
على الدم الغاضب في عروقي يفور…
إنني من ضفة الظل المالح …
ألوح للشمس ..بمناديل القوافي…
عسى أن نلتقي في فلك الضوء..
الموشوم على جسدي …
تتقوس ضلوعي قنطرة…
يمر فوقها الهاربون من طاعون الغياب…
غير أنني في كل الخرائط المتاحة…
لا أعثر على وجهتي..لا اميز حدود الوطن…
فتملؤني الإجهاشة بالبكاء…
وأرقب…كم ينذر الصمت الهادئ..
بالبلاغة العاصفة..
وسكاكين التوجس..تقطع الأحشاء …
من يغير مقياس الزمن المستباح..؟؟
صار الوقت بلا طعم …
والحكاية مجهضة بالنهايات الوخيمة…وبالحرائق..
من يرش الملح على الجراح ..؟؟
من يفسر لغزنا الراحل في الزمان..؟؟
من يقشر ليمونة الحلم الممنوع..؟؟
من يسحب مزلاج البوابة الموصدة …
في وجه الصباح..؟؟
من يجعل قلوب الشعراء حدائق..؟؟ .÷

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!