مدت من النار لي بنت الغمام يدا
ولست موسى وما صعقي بصعق هدى
كأنها البرق ألقت ذكرها مطرا
فسرت في الريح
روحا تسبق الجسدا
أخفي لهيبا بجوفي ثم أنشدها
بما جرى بيننا مدي إلي يدا
بما ابحتك من سري ومن ولهي
ومن هواك ولكن لا تجيب ندا
كأن شبوة تهوى أن تعذب من
يشكو إليها هواها كي يروحَ سدى
كأنها قد تناست ما كتبت وما
سطرت من أدمعي في حبها جُحدا
وحيث وافى صباح ما ، بهيئتها
ومر وجه بلون الماء محتشدا
عرفت مكنون
سر الورد حين على
الجهات لامستُهُ عطرا وقطر ندى
وقلت للنار في جوفي
أنسألها وصلا
وهل ثم نار عانقت بردا
وجار قلبي الذي يأوي المساء به
عند الصباح سألقي جمعه بددا
ورثته من لبيد صدفة وأتت به السنون
ولم تحضر إلي مددا
ألفت يأسي كحبي وانفردت به
وصرتُ أجمعني بالحب منفردا
ولم أجد دمعة أرجو إراقتها
لكي أقيم بها لي في الهوى أودا
ومن يفارق يلق العيش أعذبه
كنزع روح إذا ما فارقت جسدا
أعيش موتا جديدا كل ثانية
يطل في مسمعي خلف الحنين صدى
لـكـم تعجبت والأمال نافرة
كأنها سرب غزلان رأت أسدا
والآن أطوي على قلبي وأصحبه
أريدُ صبرا ولكن صبره نفدا
مستوحش مثقل بالحزن يعصفه
إلى الفراغ الذي صيرتُه بلدا
أحكي له كيف آوتني حماقتُهُ
وكيف آنست من نار الغرام هدى :
قد يقتل الحزن من أحبابه بعدوا
وقد يعيد لقاء روح من بعدا
وحين فارقت أرضي واتكأت على المنفى وحاصر خطوي في الطريق ردا
ضممت صحراء
في كبدي لأرسم في كثبانها
طللا أبكي عليه غدا