لو كنت شاعرا/بقلم:كامل الغزي (العراق)

(١)

آه لو كنت شاعرا

فكل ما عليَّ

فعله

وأنا

أحاول صناعة قصيدة

بنكهة أكاذيبي البيضاء ، هو

حصولي على كمية لا بأس بها

من حروف الجر ، التي تفيدني في كسر أقفال الكلمات المغلفة

بأحكام

 

(٢)

حين أشعر

بالأحباط

أختار

أريكة منزوية في الطابق

الأخير من عاداتي السيئة ، وأبدأ

برسم وجه أمرأة أتخيلها على شاكلة النساء اللواتي يمتلكن أصوات ممزوجة ببحة

جميلة

 

(٣)

الفيلسوف الذي

أنجز

لوحة

عشائي الأخير ، هو

ذات الشخص الذي جاء ليرمم

أغلفة التقاويم التي أصابها العقم ،

وأن العِمّة التي يضعها على

رأسه ، هي البقية الباقية من

القميص الذي مزقته عاهرات البلاط الجمهوري

 

(٤)

كل ما يفعله

الأموات

أثناء فترات الزيارة ، هو تفقدهم

لنا بصمت ، عسى أن يرمقوا قريب او صديق يشعل لهم عود بخور يلطف رائحة المكان

أو

يرش

على قببهم قنينة ماء بارد ، تطفأ حرارة غرفهم الضيقة

 

(٥)

كان والدي

رؤوف

جدا

ويخاف علينا لحد لا يطاق

خصوصا عندما يأتي من عمله

ونحن نيام ، فيقلبنا ذات

اليمن

وذات

الشمال

حتى لا تتعرق جنوبنا

ونصاب بنزلات البرد الحادة

وعند وجه الصباح ، وبعد أن يفرغ

من صلاته المعتادة يقوم برش يومنا الجديد بمسحوق فائق الحلاوة ، خشية علينا أن ننفر من علب الاعوام

المرة

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!