هارب من وجه الحقيقة
كما اللا شيء يمضي نحن نمضي
الى طريق لا آخر فيه
ونحن نمضي
نمضي كغفلة تائهٍ….نمضي
نمضي كرعشة عاشقٍ….نمضي
نمضي كصوت إنفجار ……
صوتُ إنفجار… يا لإيقاع المسافة
حين أستساغتها الشفاه
حين غدت تنطقها الألسن بكل طلاقة
صفير الصواريخ تارة
هدير المدافع تارة
وأزيز الرصاصة
تلك ما أورثنا دعاة الحماقة
من حضارة كالحضارة
لا بأس أن أكون وحيداً هنا …لا بأس
حيث الأيادي لاتقوى على فكِ الإشتباك
وسط العراك
َيدٌ طائشة تمضي ولعنة تأتيني من هناك
وسط العراك
لا بأس أيضاً…..لا بأس
خبر عاجل يزفني شهيداً سعيداً
وانا المتسمر أمام الشاشة أحدق بصمت
لاعلم لي بمن قد غزا الصفحات على عجل
وحدي هنا
أراقب الضجيج ……
ضجيجهم غواء
كلامهم هراء
لا بأس سأصفق في نهاية الحوار
كما الدهشة
سأزف كما الأبطال
كما الشهداء
كما حاملي اللواء
وأنا خلف طاولتي أراقب
أحلل ..أفتش عن مفردة تساوي
لفظ الوطن …كصدر الحبيبة
كي أعنون بها القصيدة
يا لبؤس نبضات الخيال
حين يغدو البؤس وجهاً
لكل مجازات الإحتمال
دون سؤال …يطفو السؤال
ماذا بقيَّ لنا ….
فتاتٌ يعلو على وجه الفتات
طفل على حافة الطريق
من فتات المارة يقتات
عشرينية أفرغت نهديها
كي تحصل على الحياة
والحياة تمضي نحو الصدى
والصدى يمضي إلى أبواب الزنازين الصدئة
سائلاً جدران المعتقل عن ماتبقى من أنين
والصدى مكسور الوجوه
الأفق يسير كسيحاً
إلى ذاك المكان الذي أغتصب فيه قابيل
نجم السماء
تلك الحكاية قد شاعت ثم ضاعت وضاعت
حين عجزوا عن إيجاد الدليل
أسلمت نهديها ثم غفت
علَّ الحياء يغزوا قلب الصدى
قبل أن يصحو القتيل
مصطفى الحلو – سوريا