في الذكرى السادسة لرحيل زوجي تيمور، رحمه الله.. أقول:
ما بَيْني
وَبَيْني..
سَفَرٌ طال
اتشَحَ
بِسِياطِ الْعَذاب
وَالْنَبْضُ
يُعانِقُ
رَجْفَةَ الْحَنين
الْمَمْزوجَةِ
بِشَذا عِطْرِكَ
وَأَنا..
أَتَكَوَّمُ
في زاوِيَةِ
الْغِياب
أَعْزِفُ
سيمفونِيَةَ الْلِقاء
فَتَأتي إِلَيَّ
خَيالاتٌ مِنْكَ
تُنْعِشْ روحي
تُهَدْهِدْ
فِيَّ الْجُنون
وَتُطْفِئ
لَوْعَةَ الْهَوى
بِسِحْرِها الْعَجيب
لَيْلٌ..
يُعانِقُ
وَجْهَ الْغِياب
وَحُزْنٌ
يَنْسِجُ خُيوطَهُ
بِالْصَمْتِ الْرَهيبِ
سُكونٌ
وَضَباب..
غَيْمَةٌ شارِدَة
تُبْرِقُ
وَتَتَناثَر
قَطَراتَ مَطَر
تَغْسِلُ الْروحَ
بِماءِ الْنَقاء
تَتَماوَج
تَثور
عَلَى الْوَجَعِ
تَتَمَرَدُ
فَتُشْرِقُ
شَمْسُ نَهارٍ
جَديد
تَتَحَدى
صَمْتَ
الْلَيْلِ الْكَئيبِ
يُدَثِرني الْوَجَع
وَأَكْتُمُ الآهَ
في صَدْري..
مَنْ لِقَلْبي
يُواسيهِ
قَدْ مَلَّني
الْصَبْرُ
وَخانَتْني حُروفي
وَحُزْني طال..
يا رَفيقَ قَلْبي
وَيا أُنْشودَةَ شَوْقٍ
تاهَت أَلْحانُها..
يا شَمْسَ عُمري
التي غابت
يا شَهْقَةَ الْصَمْتِ
التي انْتَزَعَتْ
الْروحَ
بَعْدَ أَنْ
تَعَطَّرَتْ
بِالْطّيبِ
تَيْمورُ..
أَيْلول قَدْ حَلَّ
وَسَقَطَتْ فيه
وَرَقَة
فَضاقَ الْكَوْنُ
مِنْ حَوْلي
وَجَرْحي الْعَنيدُ
لا يَطيب
هِيَ الأَماكِنُ
تَشْتاقُكَ
نَبَضاتي..
آهاتي..
وَحَتى دَمْعي
كُلّها..
تُنادي عَلَيْكَ
وَأَنْتَ
باقٍ هُناك..
وَحْدَكَ
كَالْغَريبِ
سَرابُ خَطْوِكَ
يُسافِرُ
إِلى الْبَعيد
وَالْرّيحُ
تَتَسَكَّعُ
في الْقِفارِ
وَأَنا وَحْدي
يُسامِرني
الْعّذاب
لَيْلي يَطول
أُنادي عَلَيْكَ
فَما مِنْ
مُجيبِ
وَتَبْقى حِكايَتُنا
كَالْمَطَرِ
حينَ يَهْطِلُ
في أَيْلول
مَرَّةً يَجْمَعنا
وَيَعودُ يَفَرِّقنا
عُذْراً
أَيا غُرْبَةً
أَضاعَتْ طَريقَها
وَاسْتَوْطَنَتْ
شَراييني
غَريبَةٌ أَنا
عَنّي
تَشَرَّدَتْ روحي
في غَيْهَبِ الْوَقْتِ
وَرُحْتُ أُناجيكَ
عُدْ إِلَيَّ
وَكُنْ حُلُماً
وَبَقايا
أُمْنيات
يَتَرَدَّد صَداها
في هَجير
الأَيّام
تَقولُ أَشْياءَ
عَنْكَ
وَعَنّي
تَحْكي قِصَصاً
عَنْ حُبِنا
الْرَهيبِ
وَرَجَوْتُ عَيْني
أَنْ تُكَفْكِفَ
دَمْعَها..
فَقَد عَرْبَدَ
الْشَوْقُ
وَقالَ لِلْنَبَضاتِ
لَنْ يَسْتَقيمَ
الْوَقْتُ
إِلاّ
بِلِقاءِ الْحَبيبِ
9/9/2016
إسراء حيدر محمود