أرصفة مترفة بجنود الليل ، يحشون بالرصاص بنادقهم ، يباغتون المدينة بسور قابض على مؤامرة سريّة
بينما أنتِ ،،
تغتالين أمني و تسرقين هويتي من نبضك ، أما جواز سفري تلقيه في غياب النشوّة ، وتلوحي أني من وطنهم ولا أنتمي لوطنك
كيف التَنكُر منك و مني قد تنكرتي
وأنا ، مِن عينيك تأهبت و نسلُ القصيدة ، وألبسته سيوف الحدّةِ نبوءة الحدق ، علَّ الرؤيا تمنحني خطةً هجوميّة تغتالُ غروركِ بغنجِ الدلال المُسْكِر
و أقف على حافة المعركة بين كرِّ و فرّ لسطور باحت برواية عالمية ، نصفها على سمفونية البجع و الآخرى على معزوفة المونامور ، و سيقان الفكرة تتبختر بينهما كحالمة ترقص رقصة طيف ، خطف من ثوبها الحداد و لوّنَ حدسها بقوس قزح فانتفضت للحقيقة و هطل الشعور.
أما أنتِ فغدرتِ صدقَ مشاعركِ بمغادرةِ وِجهةِ النبض لتبقي في غياهب تكبركِ وحدكِ فقط .
معادلة أخرى خالية من الأسماء
مفتاح ذاكرتي ( إسمك ) لا سواه يفتح أبواب ذكائي ، فكل خلية في عقلي خُلقت لتضعي صورك و أحداثك بين دواليبها ببراعة ، لا يستتر بينها وجع ولا فرح ، بائنة بينونة كبرى من التواري ، وضوحك يجعل لنوافذ إحساسي صباحات معجونة بعرق الخوف حين : رحيل ، و أكسجيناً باسمك يجعل من رئتيّ غرامي معافاة من ثاني أكسيد المارة العالق في ثنايا يومياتي .
لكنك لم تتعري أبداً من الأسماء لم يتوحد وجدك باسمي و تنهي عالم الازدواجية و المسميات بين صديق و حبيب و عابر سبيل فكثرت أسباب التعرية وانتهيتِ بفضيحة وجد
لم تردعها جدران قلبك و لا نوافذ عقلك و بقيتِ في عراء كذبتك لاجئة لا هوية لك .
براءة و نداء و بينهما أنت مارد ماجوسي
كيف لوثنية حواسكِ أن تبطل إيمان جوعي بربط حجر الصبر على بطن الأمل لأنجو ، كيف تنفذ روحي من غِنى المشاعر حين : أكفُر بالرضى و أتطيّر بعينيك ملامح قوتي إن اقتفيتُ نيرانك ، و أشْعَلتِ جسدي ببركان عشقك
وتأتي غوانيكِ في ليلةٍ كالحة الملامح ترسم غوايتك على جسدِ المتعة ، و تَنفُضُ بكارة الطهر بخطيئة اعتقاد على أمل أنها أضحية عيد فتتوسدي عرش الملوك ، فتفسدي بلا غُفران .
وحدي مرآة تستر عيوبكِ رغم فُحشها
وحدي من رآكِ مؤمنة رغم جلباب زليخة الذي راودتِ به طهري
وحدي من أخذ من بهاء وجهك ، و نور عينيك الغاويتين ، خير الخيول إن أٌقبلت و في جيدها ألف إنتصار وما كُنتِ
و كنتُ عازف الناي و المزمار لك وحدكِ
تتراقصين على أوتار أوردتي ، فطعنتِ نغمي بقرارِ غطرستك ، فكان جواب النوتة عقيم لا يبوح بثورة الوجدِ موسيقى الجنون
وكان ظلُكِ هزيمةِ رجلٍ قاد طموحَك من الهند للسندِ فقتلته بأول ممر ٍخاوٍّ من نيّة الصدق .
وبين السؤال و الجواب ، بين الاستفهام و التعجب
،
،
،
وقفتُ مكتوفَ الذهول لا يخرج من طوق الفجيعة ، في ساحة مغموسة بالغموض ، أجلد بكفيَّ حبيبة غارت على قلبي فأكلت أخضره و بقيَ أعوام العجاف يابسٌ لا حنطة به تشبعني برغيف مودة و لا أملٌ بلقاء ، تضورتُ فقداً وانتهيتُ تحت أغصان البؤس عجوزاً سافِراً بالنساء ، عابداً في تفاصيل الجريمة .
الكاتبة دينا العزة
القراءة
كمون الذات ، انها ذات المرأة التي تعج بالأسرار والألغاز
من خلال سماعي لهذه السردية التي قدمتها الكاتبة دينا العزة امس الخميس في نسمات اردنية التي نظمها منتدى ألاجياد الثقافي شدني النص وادهشني وتعرفت على الكاتبة عن قرب وخلال قراءتي اليوم لهذا النص تبين لي ان كاتبتنا يغلب علبها سمة التجريب القصصي فهذا النص شبيه ببناء الرواية من جهة الزمان والشخوص وتيار الوعي والحوارية من حيث المنظور فلو تعبت على تأثيث المكان لقلنا انها رواية مختزلة جدا لهذا فهي تقترب من بناء القصة القصيرة المعروف بكونها تختزل الحكي في صورة حدث واحد او حدثين وبلغة شفافة ووارفة رقيقة تغلب عليها الروح الرومانسية والوجدانية ، وهي تبتعد عن القصة لكونها لا تعتمد على الحدث الانحداري اي البدء بذروة الحدث والانتهاء به وانما تعتمد على بناء الحدث بناءا ( تراجيديا ) يصل الى الذروة ثم الى الحل من خلال سيطرة السارد او الراوي الحبيب على فضاء السرد ، غير ان هناك سمة لدينا العزة يشير من قريب او بعيد ان لهذا العالم الذي بين يدينا نفس روائي ، كما تستطيع كاتبة النص التنبؤ به عن ثقة ، فالقصة تتحدث عن معاناة الحبيب وما يلقاه من غرور وعناد وصد من حبيبته ومعارضات الزمن المر لذلك الحب الصادق ،
وتمتلك كاتبتنا رؤيا وخيال خصبين ، تحاول العزة ان تكرسها في نفس المتلقي لتخلق مناخها القصصي الخاص بها وكما يقول ارسطو : فكل الفنون ضرب من ضروب الشعر ، فلغتها مؤثرة وحارة ومكثفة وتحتفي بالجمل الشعرية وبالظواهر الاسلوبية اللغوية كالجمل الخبرية والانشائية ، وقد تعاملت مع شجون بطلها باحترافية الصدق النبيل والعميق واولت الحوار عناية فائقة ونجحت في تركيب الحوادث والافكار عن طريق اللغة وخلقت نموا انفعاليا وعاطفيا ابرز انكسارات البطل من خلال الاسئلة والشكوك والحيرة التي كانت على لسان بطلها المركزي وجعلت من الزمان عالما غريبا ووعت مسالة استحضاره وتاثيره النفسي على السارد والمسرود وهو ما يعكس مقولة ( ميشال بوتور ) في كتابه بحوث في الرواية الجديدة : ” ان للأشياء تاريخا مرتبطا بتاريخ الاشخاص لأن الانسان لا يشكل وحده نفسه ” وتمكنت ان توظف الزمن بما يناسب العتمة في ليل النص وجنود الليل وهناك علاقة بين جنود الليل المحشوة بنادقهم بالرصاث وهم يخططون لمؤامرة سرية وبين هزيمة البطل وثورة وجده وتعجبه من مؤامرة حبيبته وصدها ونجحت ايضا في تناص وتوظيف زليخة يوسف وموسيقى البجع ومونامور لتخدم خط الفجيعة التراجيديا ثم تنتهي بعالم العري القيمي على اغصان البؤس وسخرية البطل من عالم النساء عائدا الى تفاصيل الجريمة كل هذه التقنيات والتكنيك السردي وظفت بما ينسجم مع الموقف والمشهد توظيفا فانتازيا ودلاليا يؤثر في نفس الراوي والمتلقي وكانها لحظات ميلاد لاحلام وموتها فاشركت القارىء في عالم السرد وادخلته بدهشة النص واغرت مخيله ليقرأ وينتظر المزيد من كاتبته التي ادخلتنا في عالم جديد في الكتابة النثرية والسردية . نحن امام كاتبة شابة تبشر ببصمة خاصة لها في فضاء السرد العربي ..اتمنى لك عطاء لا ينضب.