من الطبيعي والفطريّ أن يُدافع المرء عن كرامته ، إذا ما تعرضت للإمتهان ، أو حتى شعر بأنّها مُسّت بسوء ولو بشكل غير متعمّد ، فهي سلاح من لا سلاح له ، هي الكيان وروعة الوجود ، هي جوهر القلب ونواته ، هي المُستقر والمآل لأرواحنا السابحة ، فلا معنى لحياتنا دونها .
هبة نبيلة نحميها ونخوض المعارك بشراسة حفاظا عليها وصونا لها ، لأنّها إذا ما فُقِدت هلكنا ، وتبعثر وجودنا واحتجزنا في هامش المكان ، واستحلنا خرقا بالية يُمسح بها سطح الزجاج والأرضيات ثم تُلقى في مكبّ النفايات .
بالتنازل عنها تُمحى بصماتنا ، ويتلاشى أثرنا ، وتهطل البلايا كحبات مطر فوق رؤوسنا العارية ، وتتداعى جدران عالمنا حطاما ، آثار الحمى تندثر ، ويصبح الكون خاويا مُقفرا كصحراء قاحلة .
بالتخلّي عنها نتخلّى عن إنسانيتنا وحريتنا ، ونصبح عبيدا للمنفعة ، مقيّدين بسلاسل السلطة والمال ، تيمّم وجوهنا نحو بوصلتها وقبلتها ، تعبث بمقدّراتنا ومصائرنا .
رفقا بأنفسنا ورحمة بها .