تعودت حكوماتنا أو على الأصح حكوماتهم على إجراء بعض التعديلات الوزارية بين الحين والآخر والتي لا تمثل سوى مجرد (تنقلات) – من مبنى الى مبنى- لتُضيِّعَ فى ذلك بعض الجهد والوقت والمال واستهلال ( أعمدة الصحافة الورقية وممن اشترت من الصحافة الالكترونية ) في التهاني والتبريكات ، ولان المسألة لا تحتاج كل هذا و(مش عايزه كدا) كما يقول الإخوة في(مصر أم الدنيا) فقد ذهب – محمد حسني مبارك- وجاء – محمد مرسي- فوجدوا أنفسهم أمام – محمد مرسي مبارك – .
ولأن (خلق الله في الاردن) مقتنعون تماما بأن هدر المال والوقت نتيجة كثرة أصحاب المعالي وممن هم مستوزرون في الحلقة القادمة وهي الحلقة الأولى في الحكومات البرلمانية ،فإنهم يقدمون اقتراحاً بسيطاً لحسم المسألة بدون تعب أو نَصَّبْ أو إهدار للوقت الذي يحتاج إليه (الوطن) من أجل بلوغ ذرى المجد .
والاقتراح هو ان تضع (الحكومة) المؤمِنة بمبدأ (اللي زرعنا زرعنا وما في غير الله يجي يقلعنا) أن تضع جدولاً دائرياً (سنويا) تكون عدد السنوات فيه بعدد الحقائب الوزارية، يتم بموجبه (تنقل) الوزراء فيه (تدوير وزاري) بحيث يكون وزير (المالية) في السنة القادمة وزيراً ( للداخلية) والسنة التي تليها وزيراً (للخارجية) وفي القادمة وزيراً ( للثقافة) وهكذا الى أن يصل الى وزارة التنمية السياسية أو الزارعة، على أن يذهب وزير (الثقافة) إلى (الخارجية) ثم الى (الداخلية) ويلتحق بوزارة (الأوقاف) وهكذا ..
ولا يوجد ما يمنع من أن يأخذ الوزير بعد تنقله عبر كل (وزارتين أو ثلاته) (إستراحة المحارب) لعدة أسابيع ليرتاح فيها من (وعثاء السفر وتراكم المياومات) ، ولا شك أن وضع مثل هذا (البرنامج) له من الفوائد التى تجنيها الدولة والمواطن على حد سواء، فعلى الأقل فإن الوزير الفلانى سيعرف موقعه (فى السنة القادمة وما يليها من السنوات)!! وعلاوة على عدم إهدار الوقت فى التشاور و(التناصح) وإصدار التعليمات عند كل تعديل، ففى هذا البرنامج يتم إصدار (مرسوم واحد) فى بداية البرنامج يحدد لكل وزير (جدولاً بإسم الوزارة التى سيعتليها فى بداية كل عام حتى نهاية المدة).
ومن إيجابيات هذا البرنامج أنه يتيح (للوزراء الأماجد الأفاضل) التنقل بين كل دول العالم والاستفادة من تجاربها مما سيكون له بالغ الأثر فى إثراء تجاربهم ومغامراتهم فالمسئول عن وزارة (الصناعة) لابد أنه سيقوم بزيارة البلاد الصناعية كاليابان والصين ولكن بعد توليه فى العام التالى لزمام وزارة الطاقة فسوف يكون جدول زياراته لأمريكا وفنزويلا وكافة الدول المصدرة للبترول، أما عند تقلده (لوزارة الأوقاف) فهو بلا أدنى شك مسافر إلى (بيت الله الحرام)حاملاً أسرته وأقاربه وعلى رأسهم (حماته) حاجاً أو معتمراً !!
ومن أبرز الفوائد لهذا التنقل (التدوير الأوتوماتيكى ) قلة الأخطاء التى يرتكبها الوزير وهو في وزارة واحدة (فى سنة واحدة) إذ انها بلا شك ستكون أقل كثيرا مما إذا كان وزيراً لتلك الوزارة لأعوام طويلة وأدمن على الخطأ الإداري، أو لأشهر قليلة فلا يمتلك الخبرة ويكون اهتمامه منصباً على كيفية جمع المال من المياومات ورئاسة مجالس الإدارات !
ومن أبرز فوائد ومميزات هذا البرنامج لتنقل السادة الوزراء هو إتاحة الفرصة الكاملة لمعرفة أى وزارة يجد معاليه نفسه فيها وهذا يأتي عن طريق الممارسة والخبرة المكتسبة ذاتياً، عندها سيقول أنا وجدت نفسي في الخارجية مثلاً ولن أتركها مهما حصل ( وعلى جثتي).
ومن فوائد البرنامج أيضاً، فإن إنتقال الوزير (لدينا) يستوجب انتقال كل (الطاقم المساعد) لديه ابتداء (بالسكرتارية) مروراً بـ (السائقين) وانتهاء بمدراء المكاتب، إلا الأمين العام فإن بعض الوزراء يعاملونهم معاملة (الضُرة) فإن هذا البرنامج من شأنه إنعاش سوق (الأثاث) فسكرتيرة وزير (الخارجية) ستعمل فوراً على تغيير ألوان مكتب (سكرتيرة وزير النقل) فور انتقالها إليه لأن (أثاث النقل) يا عينى إندونيسى بينما هى تموت فى (الفرنسي) –دخيل الله أنا!!
كما أن مدير مكتب (وزير الأوقاف) الذى غادر ليتولى ادارة مكتب وزير(السياحة) سيقوم فور انتقاله للوزارة الجديدة بتغيير السيارة (المرسيدس الخضراء) موديل السنة التى كانت مخصصة لمدير مكتب وزير السياحة بأخرى (سوداء) لأن سعادته لا يحبذ هذا اللون وقناعته تؤكد بأن – الستر مطلوب يا عيني-!
بعد أن تكتمل الدورة الوزارية يتم إصدار قرار بجعل ذلك اليوم (عطلة رسمية) تسمى (عطلة الإنتهاء من تدوير الوزراء) ويقام على شرف ذلك احتفال ضخم يتم فيه تكريم الوزراء على إنجازاتهم إبان توليهم لتلك الوزارات ومحاسبتهم عن كل مليون دينار زيادة عن عدد سنوات الوزرنة.
وكل تشكيل وزاري وانتم بخير.
بالمناسبة،، ممكن الحكومة البرلمانية الجايه تسترد الفوسفات؟
ويا ربي رحمتك،،،.