نحن ابناء البؤس
جئُنـا من اللامكانِ
عابرين
على اهداب الليل الطويل
نجوب مآقيه
بعيونٍ رقراقةٍ بدمعُها
وبقلوبٍ تسَئِدُ النياح مـُنـاها ,
مثقلون ,, نحـنُ
بأفواهنا التي تمضغُ الواح الطريق
بأيدينه المدودة على امتدادِ
مدينةٍ ونهـرٍ في ضيائهِ
يسبحُ شفقُ المساء !
مثقلون بحملِ صحاري وجوهنا
الـ رحبة شقوقها ,
من لدغِ اصابعِ هواء الهَيِفُ
اذ تتيهُ فيها النسائم الراحلة.
مذّ حرفـا
ونحـنُ كادحون بشتلِ اصابعُنا
ليـفيض ينبوعها بقمحِ الامل
في كلُ واحةٍ لا تنبتُ فيها ضحكةً ‘
ونمَشَجِ الاصباحُ والموسيقةَ
وزقزقات العصافير
فوق دفات النوافذ القَرِيحة
لتحيا فوقها تنُهدات فيروز
نحن خائفون من اللاشيء
خائفون من صوتيِ عربات الليل
ومن نباحِ الرياح المارة فوق منازلنا المُسْهَدة
خائفون من احداقِ الجدران
إن تقرأ وطأة الغياب على شغفُـنا
ِ ومن تمعنِ المرآة
في مجرى جباهنا ,أذ
تشيخُ فيها قواربُ الاسى ‘
ولاننا نخافُ
الازقة ان تشم حرائق بؤسنا
فلا نخرج دون أن نرتدي الفكاهة !