أبحثُ عن بصيص أمل في وجوه القوم
أبحثُ عنه كلّ يوم
أفتّش النرجس في كلّ بداية
عنواني المطلوب ياسمينة معطّرة
أقلّبُ الصفحات مراراً
أكرّرُ خيبتي كلّما سمح يأسي بذلك
ما أكثر خيبات القوم
نرجسيتهم تقتل التاريخ في سطور البُعد
تجرّم الحبَّ بجنايات كثيرة
تمرُّ على أضلاعه دون رحمة
أنا شاعرٌ ملّ شطحات التفاؤل
أنا سنبلٌ ملّ طعنات المناجل
أنا قصيدةُ شوقٍ تصارع كلّ فاشل
أنا فتاتُ النهايات في القصيدة الممطرة
أنا دفترُ (بافرة) لا يستعمل دون تبغ
أنا ((نيكوتين)) تبغهم المتعب
لست خرافيّاً بما يكفيني لأتربع عرش العاشق
لا أبحث عن وطني في قصيدة (جمال النايف)
فهو الوطن.
لا أقلّد نبوءة (عبدالسلام العبوسي) في رباعيّاته
ولا أتوشّح زخرفة حروفه الساحرة
لا أحاول صعود قممه اللغويّة.
لأنه مروّض سباع البلاغة
لا أهرب من رويّ قصائد (حواس العلي)
لأحافظ على نفسي من الحبّ
الحبّ فقط
الذي يمثله بعنفوان رويّه الساحر
لا أكشف نفسي وأنا أنتشي بقراءات (فرج الحسين)
لا أصدر أي صوت أمامه
لأنّه نشوة قصيدة عبّاسيّة
تقفز فوق الغيم
لست خرافيّاً
أنا من واقعٍ يكتبه (يسار حبيب)
ويقلع عن إدمانه لمتنمّر لا يجيد الفهم
فهو من أعد توازن (الأوزون الشعري)
أنا سمّاعة الطبيب الشاعر و(بورده) المعلّق
أنا أسمعُ كلّ نبضة ينبضها (عماد أحمد) بالحبّ
السماء الآن أكثر وضوحاً
الغيومُ لا تمطر الحليب
سأكون نصف ألمٍ لا يهيد
سأكون ثلث حبٍّ في وريد
سأكون ربع قلبٍ لا يميد
سأكون بعض إله للحبّ
لألملم شتاتي من بعيد
أنا خيمة نازح
وكفّ فلاح
ومحصول جياع
وعش طير
وقلب كهل عاشق
وكلّ حرفٍ ضائع
فعنواني الذي أبحث عنه
أجلّ وأرفع
من فتات النهايات التي يقدمونها لنا.
على من يجدني
أو يجد عنواني
مراسلة قصيدتي الضائعة في وادي (عبقر)
فأنا الآن
أشرب الشاي في ضيافة ابن شهيد الأندلسي
هنا في الضياع فقط
ضياع المارق في الظلام
ضياع نبوءة الأحلام
الضياع فقط لي أنا
أنا الضياع حتى في الخيبة
في الخوف
في الذعر
في الشوق السرمديّ
فقط أنا .