تفي بما وعدت \ عيسى بن محمود \ الجزائر
بدخول قهر الإنتظار و توارد الغوايات الطاهرة هاتفها:
– خذي راحتك ، لكن على شرفة جفرا أتماهى مع المكان عساه يحن فيطوي الوقت لأجدنك،
و جلال اللحظة التي ينتظرها جدير بتغريمه الثمن ، و ليته كان بورقه كما أهل الكهف بعد صحو نحو الرقيم ، و لكنه يدفعه الآن نقدا مجزء كما لو أن كل فلس يقطع من لحمه حين التشكل ، و بين الألم و المتعة خلود الآه ، أو كمن يجمع بين النبل و الصعلكة و هو يتجرع مورد عشقه المقدر في الأزل مذ التقت الأرواح في السديم لحظة ما قبل الكون ،
ما المميز فيها قالها و عديدهن قبالته عن يمين و خلف و شمال ،
أخذ نفسا عميقا :
يا أيها الشام الذي بعضه يسقى و بعضه يشم ، شبق الدم إلى شبرها الأرض علمني أوردتي التي أحفظها ، و كيف تنتش فتنتشي حمراء النعمان لا تخطيء موعدا ، فإن لم يات و أتت أتى الربيع رغبة و رهبة ، و مرورنا أمام وقاره كمن لا يعقلون كنه تكون الفصول.
أتكون شقيقة نعمان و وجه الشبه في قوة الحضور و الظهور في الزمان و المكان الذي تريد؟
لا أحد هجنها فطوعها زهرة الدحنون فأنبتها حيث يشاء و لا تشاء ، و صديقتي غجرية لايطربها أي لحن ، لكنها تخضع اللحن ايقاعات وحشية لتماهي الجسم في حريته يقول للنوتة كوني فتكون.
ما تعطرت للقاء فهل يغسلك مزن الشام كفاية للطهر الذي يليق بشموخ غجرية دانت لها الفصول ربيعا سرمدا ، تجالسك القرفصاء : هكذا ارتاح أكثر
و قبالتك في جفرا أبو شنب للقرطاسية و بعض المحال التي وسمت بغير لسانها عمان ، و أنت الذي يعز عليه أن يرتد البصر إليه خائبا من تنوين و تعريق إن بالديواني ، الثلث ، الرقعة ، أو حتى دون نسب كما مكتبة العلماء في أعلى الشارع حيث يبدأ المنعرج الصاعد ، كتبت بأدوات الحال و بالأزرق و تحتها الافرنجي ، لبست بعض الجمال في بياض البناية المتواضعة ، و التي بعدها -أورونج -باهتة ما نالها اللون كمن تسرع إلى جمع -المصاري -فور انتهاء الأشغال و لا يهمنه وجه المدينة ، و من ذا مثلك يريد من المدينة الروح التي تسكنها ، و العتيق الذي يقولها ، و الأشياء التي إلى ترف الشام تعيدك و أنت الزاخر بالآه تتأوه طربا للهواء الذي يلج المشرعات من النوافذ دون إذن فيعود محملا بروائحها تقاليد الشام فتتحرك أرنبة الأنف و تنتفخ الأوداج لتسمح لأكبر كمية منه ترسم شهيقا عربيا تتمنى الرئتان أن لا يغادرهما ، فتحجب الزفير لحين.
إلى الآن و لا صديقك جاء الذي يفهم وجعك و قد لعق مثلك الصمغ من لسان -لقلام -و -انعم سيدي- بالمطرق مهددا من لم يحفظ الربع فيتمترس باللوح حتى لا يصيبنه وقيت إيجاد عذر يجنبه الفلاقة، و لا الشام حن فأوفد ملائكته يخففن عنك تجرع الحنين ،
-أعدنك قادمة فأنتظر أم تكون قد أخذتك مني انشغالات أخر؟
أول شيء مرحبا ، و ثاني شيء الدفع
خالك النادل ما فهمت أو تكاسلت و قد وضع ورقة الحساب منذ سويعة في صندوق أرابسكي المنمنمات
معلم بدي بوزة، موجودة عندكم بوزة؟
موجودة بدك اياها
آخر: الموني معلم ، الموني
أطلت و أنت من على الشرفة ، و كنت جمعت نفسك و أشياءك تنوي المغادرة ، تنسمت منك بعمق رائحة العرق فأبقت رأسها على كتفك طويلا :
رائحة الصحراء ، دعني أشتمها عميقا
أنت الآن تعلم أن الشام يصنع عطره و يشتم الصدق الذي يريد و عمان قارئة فنجان ، تفي بما وعدت و بما لم تعد.