السماء خبَّأت الفجر بعدَ جُرح…
خنجرٌ سنَّته الرياح على عُنقِ بيروت العاجي…
والفضاء الثلجي يعتصِر الغيم المحمَّل بالبكاء …
البلابلُ تتآكل بشفتي الردمِ…
الموج يصبّ كؤوس الدَّم للأسماك البيضاء…
شظايا الخيزران ترسم وجه البحَّار…
المُعتَّق بالتبغِ والمِلح…
الصمغ الحليبي يرتشِف ماء عيون الأطفال اليُتامى…
سفنٌ تبتلِع انكسارات الزُجاج…
وحطامها من عظامٍ ولحم…
أسودٌ،أحمر،ورماديٌّ العالم…
شمس آب تحترِق في حقولِ القمح…
أشجار الصنوبر تغسِل البحيرات بالدمعِ والندى…
اليمام يمسَح بأجنحتِه تعرُّق الأرزة الأخضر …
التلال تطوي صُراخ القرى كالعرائش…
وتُقبِّل إلتهاب العُشب الأصفر…
بيروت يا آلهة الجمال…
ومليكة عواصم الدُّنيا…
سيشيخ الألم على رُكبتيكِ المُرصَّعة بلآلئ “الأكويا”…
وتبقين طفلة الحياة وعروسة الورد…