مازالوا يعصفون بالأطفال مازالوا يمزقون الأوتار
ويمنعون النغمات أن تدق لطبول الأحلام
ويحرقون الأغصان ويقطفون الثمار
هنا حلب
ذبلت أزهار الياسمين
ولم نعد نترشف من عطرها إلا الأحزان
وزرعت على شاطئ المقلات أزهار الصبار
هنا حلب
ملأت أمواج الأنهار بشلالات الدماء
وطغت على الجدوال أكياس الأجساد
هنا حلب
مسكن الأوجاع ونزيف الدمع
منقوش فى صفحات الزمن
هنا حلب
عشش شبح الألام على بركان الدمار
خربت الديار بسحاب الأنين والركام
هنا حلب
صمت عن المساجد رنين الأذن
ونسج السراب خيوط الأكفان
هنا حلب
سكنت مشاتل الرصاص قلوب الأطفال
وتربعت على أرضها مواكب الدبابات
وصواعق الطائرات تهتف بالخراب
هنا حلب
هنا غاب العدل عن ساحة القضاء
وضاع الضمير من سجلات اللسان
وأختفت ساعات الفرح فى طيات الجراح
هنا حلب
زرع فى حدائقهاورود الوجع
وتسلقت على أشجارها رياح الانكسار
هنا حلب
مازالت تنادى على الأنسانية
أن تنهض داخل قلوب البشر
****أمل سعيد العربى*****