الكون،الشجرة من الأكثر اتّساعًا؟/بقلم:عمر محمد العمودي

عبر الشجرة؛ يصير الوصول إلى الكون أسهل
بينما التأمل في الكون لا يكفي
لتخمين وجهة الشجرة.

سواء كان الطريق إلى الأمام
أو إلى الوراء
في الحالتين النهاية شجرة

أكثر الزاهدين قد يغفل أو ينام
بينما الشجرة متصوّفة بطبيعتها
ترفع أذرعها إلى السماء
حتى بعد أن تموت.

لا يؤثر الحطاب على الشجرة
إنما تبكي لرؤيتها دموع الفؤوس المجبرة على ضربها..
وهي تعلم بأنها فؤوس بارّة!

تظلل عاشقين
تؤنس الوحيد
لا تتحدث..
الشجرة لا تشي بأحد
وكل الأوراق التي من الممكن أن تُشكّل تلميحًا تُسقطها.

الخريف كذبة
الشجرة تتجدد؛
لأن العشاق يتكاثرون في الشتاء.

نحن لن ننقرض أبدًا
ما دام الوجود يتكئ على شجرة..
الشجرة ستظل الشجرة بغياب الإنسان
لكن ما الإنسان بغير الشجرة؟!

بعد نَفَس طويل
يقول راع متكئ على الجذع:
“يا له من نسيم”
تهمس الطبيعة في أذنه:
الشجرة وحدها تتحدّى البحر.

الرسام الذي تبدأ ريشته بالشجرة
يدرك سرّ الطاقة التي يُكمل بها لوحته.

عن الحنان الفائض.. اسأل من نام يومًا أسفل شجرة!

السماء أم الشجرة؟
كأن تقول “الأم أو الأب؟”
ستحتار العصافير في الإجابة..

كل شجرة تستطيع جذب العصافير
باستثناء شجرة العائلة.

حتى الشجرة البلاستيكية لها بريق!

شجرة العائلة عندما تلطّخت بالأرواح، فقدت روحها

أوّل من رسم شجرة العائلة، حقق حلمه في أن يكون غصنًا

إنها عجوز،
ولا حياة سوى في أوراقها
شجرة العائلة

حتى شجرة العائلة
بجفافها، بقحطها، بتساقطها وترمّد جذورها..
تجد لها متسلّقين!

الجذور في الشجرة
تروي الأغصان وتمنح أوراقها الحياة..
في أشجار العائلة؛
الأوراق هي من تحاول إحياء الجذور
بالتفاخر..

تبوّلَ الطفل على الورقة المعلّقة في الجدار
فتمزّقت شجرة العائلة

بعضنا ثمار، بعضنا ورق، بعضنا شوك..
ليس لنا الاختيار بأن نكون جذورًا.

لأن الشجرة أكثر إغراءً
اختارها إبليس بعناية
لتكون أول وسوساته.

منذ أن أكل آدم
من شجرة الخُلد
وظلّها يتبعنا للقبور!

أفهم آدم
خرج من الجنة بسبب شجرة
هبط إلى الأرض، وكوّن شجرة.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!