هذا فِراق بيني وبينك/ بقلم:علي أحمد أبو بكر

يراودني الرحيل وسامضي حاملاً خيبتي على كتف المعاناة، أرهقني جوارك أيُّها القلب أُريد أن أحياء في غيابك
أُريد أن أُفارق الأزدواجية، وأخلع التقمَّصْ الذي يحلوْ لك،
أُريد أن أُمارس حياتي البسيطة المجرَّدة من لهيب العجز، وزلزال الشفقة، وسطوة العاطفة، وحنين الماضي، وعبء الحاظر الذي أرغمتني إياه وصلبتني فداءً وخلاصً لهُ.
عيناك اللآئي يتلألآن بالدموع كالقطط المنزلية حين تستجي الطعام،   لن يثنياني ولن يجعلاني أُحيِّد عن عزمي
مللتُ قِصص الغرام التي تنسجها ما أن تَمرّ إلى جانبك فتاة
وجِرابك الذي لا يشعر بالتخمة من حكايات الرُمنطيقية  المستوحاة ربما من حادثة ساذجة كمرور فتاةٍ رمقت صديقتها التي تبعد عنك عشرات المترات   يشعرني بالتقيئ.
مُتأرجح أنا بين نُبْلك الذي يُحَمّلُني مالا طاقة لي به، وبين عجزي الذي لا يمكن أن يحقق لك غاية، بين شبقك الماجن
وبين مبادئك الرفيعة وطموحاتك السامية
سامضي إلى حيث أجِدّ نفسي فرداً ينْظّم إلى حضيرة القطيع العربي وأُريح عاتقي الذي تهدل من أحلامك الكُبرى، وأنت تحسم الغلبةُ لصالح العرب وتستعيد مجدهم التّليد، ترتدي تاج ” الملك أسعد الكامل” وتذود عن الحِمَى ترد الأمور إلى نصابها بأن نكون سادة الأرض وتاج رأسها، وتارةً تنفخ الروح في مجد “القادسية”الذي غزاه الغبار على الرفوف، وتشعل جذوة إنتصار ذي قار وقد تَسَربلّت بالخلق العربي الكريم في منعة المُستغيث الذي تُجسدّهُ شخصية ” العظيم هانئ الشيباني” تعتمر عمامة “خالد أبن الوليد” تفتح قنسرين في الغرب وتتشح رداء “المقداد” في الشرق تدك حصون “نهاوند” تعيد إلى دمشق زهرة الياسمين التي كانت تُزيِّن جديلتها وتُهدّئ روع شامةٍ ربضت فوق شفتيها، ثم تعتلي الشرفة تخاطب الجماهير وتُذكي نار القومية قائلاً سننزع الخنجر من خاصرة فلسطين “دول شويه حرميهم في البحر” يقول “ناصر” ودموعك تكاد تغرقك وقد تقمصته روحاً وجسدا، وتطبب جراح بغداد وتمسح من عيناها الدعجوان أثر السخام، وتُعيد لِمصر كنانتها
المُهْملة مليئة بالنبال وترفع إليها اللواء الذي دهستهُ
سنابك الصليبيين ، وتشحذ صمصامة أسلافك وتجمع
زمام الدنيا إلى قبضتك
فيعود خراج كل سحابة مُحلقة إلى خزائنك وقد تربعت كرسي الخلافة العربية التي طمستها الأعاجم
ولكن الساعة ازفت يارفيقي سامضي اقتفي إثر عُمر أنفقتهُ في عالمك الهولوجرامي الذي تكتب فيه إنتصراتك على حائط الوهم،  وساتعلم كيف يطأطئون رؤسهم إنهُ زمن الإنحناء فلا مُعتصم في زمانك تعني لهُ صرخة أُنثى

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!