(1)
وتسألني :ألا كفكفت دمع الوجد يا صاح؟
حتى في هزيع الليل ترتاح/-
أعيدي بعض أيامي أعيدي زهر أحلامي أعيديني ؛
فطير الشوك سواح/
ينادي علك تأتي ينادي علك تصغي
لصوت من نشيج الناي ذباح
(2)
أنا ضيعت ذاكرتي على أطلال من راحوا
إذا أمعنت في وجهي رأيت الحزن لواحا.
فأين الضوء يا دنيا وهل للضوء مفتاح.
صمتنا في الوداع المر وصمت الفقد فداح
فلا تسأل فجيعا صمته جمر.
يكاد الصمت يسعره
ودمع العين فضاح
(3)
ودكت في سويده القلب أسهمها
وغنت في نزيف الوجد أغنية
وليل الشوق نواح
أنا أسرفت في شجني ؛
فريح البين في التذكار فواح
(4)
فلا تسأل عما حل من وصب
فما للروح بعد الهجر اصلاح
ضباب الدرب ظللني ووجهك
في مرايا العمر وضاح
أيا جرحا عميقا في دواخلنا
أما للجرح جراح؟
يكاد الريح يصرعني
وقلبي في لهيب النار صياح.
(5)
أنا ضيعت ذاكرتي على أطلال من راحوا
إذا أمعنت في وجهي رأيت الحزن لواحا.
فأين الضوء يا دنيا وهل للضوء مفتاح.
صمتنا في الوداع المر
وصمت الفقد فداح.
(6)
نا أبحرت في سفر
وحيدا في دوار البحر مسلوبا
وموج البحر يغمرني
وما للبحر ميناء
وما في البحر ملاح
شربت كؤوسك جمرا
وما ظلت بكأس العمر أقداح
فليت البرق يرمقني
فهذا الهجر حتمي
وما في الهجر إيضاح
وقالت لي ودمع العين منهمر:
أتمدحني بعيد الهجر يا صاح؟
اللهجر المكابد في أتون البين مداح؟
ستنسى أنني كنت وهذا ديدن النسيان
فالنسيان ممحاة وأبواب مغلقة
وما للباب فتاح
والنسيان أجنحة تصفق في فضاءاتي
وتهبط فوق أشجاني وتجتاح