الدكتور محمود استاذٌ جامعي وعلمٌ من أعلامِ التاريخِ والادب. تتلمذ على يديه كبارُ القومِ ، له كَريزما ومحبوبٌ من الجميع. وقع في حبِّ طالبةٍ اسمُها اميرة. كانت جميلةً فوق الوصف .سلبت عقلَه وكلَّ حواسِه .
واخذت تفكيرَه كلَّه..
الدكتور محمود رجلُ العلمِ والأخلاق عندَه احاسيسُ ومشاعرُ طيبةٌ لكلِّ الناسِ من الطلبةِ وجيرانِه وابناءِ حارتِه جميعآ ..احبَّ الدكتورُ محمود اميرة وكان يكبرُها بثلاثين عاما. . .كان يمتلكُ كلَّ مقوماتِ الحياةِ الرغِدة …
منزلٌ فخم بدورين تم انشاؤُه بطريقةٍ هندسيةٍ رائعة ، ويمتلكُ سيارةً فارهة….ومع ذلك كان عازفا عن الزواج حتى دخلت قلبَه تلك الأميرة … فتغيرت حياتَه رأسا عن عقب ..
لاحظت اميرة تعلقَ الدكتور محمود بها ..” ماذا حدث لك ايُّها العملاق حتى وقعت في حبِّ هذه الاميرة التي تصغرُك بثلاثين عاما !”
انت في خريفِ العمر وهي في الربيع ، ألم. تفكر في تصادمِ الفصول ؟ و لكنه الحبُّ الذي لاتفكيرَ بعدَه ولاسلطان..
التقى الدكتور محمود بأميرة بعد ان اخرج رقمَها وتقابلا و عرض عليها الزواج وقلبُه يرتجفُ خوفآ من ردِّها ..ابتسمت وكانت واثقةً بان هذا الصرحَ الذي امامَها اصبحَ قطعةً من الثلجِ يذوبُ كلما رمقَها أمامه.
وافقت اميرة بالزواجِ منه ولكن بشرط ان يسجِّلَ لها كلَّ مايملكُ من المنزل والسيارة ورصيدَه المالي..
ذُهل الدكتور من الطلب ولم يرُد .
نهضت وهي تبتسمُ وقالت : “هذا شرطيَ الوحيدَ ولن اتراجعَ عنه” ..
استغلت حبه لها هذا العملاقُ الخانعُ . ظل اياما في حيرةٍ. من الامر !
و اتصلت هي به تخبره ان هناك. من سيخطبها.
جُنّ جنونُه وصرخ لايمكن ان يأخذَك احدٌ مني…فاخبرَها بموافقتِه بكلِّ شروطِها.
وقَعتَ ايها العملاق في شباكِ اميرةٍ الفاتنة …. و هناك من امثالِك الكثير ممن اضاعَه الحبُّ غيرُ المتكافئ…
تزوجَ الدكتورُ محمود اميرة بعد ان كتبَ لها كلَّ مايملكُ واصبحَ هشّا ضعيفا تنهرُه بسببٍ وبلا سبب. اصبح دميةً في يديها تحرِّكُه كيفما تشاء!!.
المراةُ ايها العملاق لاتحبُ هذا النوعَ من الرجالِ …. لقد وقعت في براثنَ الذلِّ والهوان. وماعليك الا ان تتلقى منها الصفعات ..
حملت اميرة وانجبت طفلةً. فرحَ الدكتور محمود بها ولكنها كانت تصرخُ في وجهِه ألا يلمس الطفلةَ واجبرَته ان ينامَ في غرفةٍ صغيرةٍ من المنزلِ الكبير.
اميرة للاسف تحبُّ شابا آخرَ كان يدرسُ معها في الجامعة واتفقت معه ان تتزوجَ بعد ان يطلقها الدكتور محمود…..
ضاعت هيبتُك. ايها الرجل واصبحت رجلا فاقدَ الكرامةِ وكلُّ هذا بسببِ نزوةِ حبٍ لجاحدةٍ اغدقتَ عليها حنانَك و مشاعرك و كلَّ مالِك .وهي غرسَت خنجرا في صدرِك ..
صرخت اميرة على زوجِها الذليل ” اخرج من بيتي لم اعُد أُطيقُك. ” !!!
نعم ، بيتُها الذي كان. ثمنَ زواجه بها مع كل مايملكَ من سنين الشقاءِ والتعب.
اخرجَته من منزلِه ! وبالقانون… فهو منزلها الآن الذي كان ثمنَ تدبيرِها القذِر .
خرج الدكتورُ من منزلِه وهو يجرُّ اذيالَ الخيبةِ والندم .
فقدَ كلَّ شيء …منزلَه. ومالَه. وطفلتَه وكلَّ كرامتِه……
خدعَك. الربيعُ. ايها العملاق ! اصبحتَ اليومَ كَومةَ احزانٍ غرسَتها امراة ..!!!
تزوجت اميرة من الشابِ الذي كانت تحبُّه وعاشا في المنزلِ الفسيحِ ينعمان بخيراتِ الدكتور محمود ، الرجلِ الأبلهِ الذي اضاعَه الحب !
لم يعد الدكتور يذهبُ الجامعةَ و اصبحَ يهيمُ في الشوارع مطلقا لحيتَه بملابسَ مهلهلة ٍ متسخة….
** اليوم يا دكتور تحصدُ الأشواكَ التي زرعتَها في حياتِك. *