تبكـي الســماءُ مطــراً
تســقي قلـوبَنـا العطشــى
تـدورُ عقـاربُ الســاعات
تحمـلُ معهـا الأيـام بحقائــب الفصـول
علـى مـرِّ الحيــاة
تـزورُ كـلّ مـكان
فجــأةً ..
تجـاذبـت الغيـومُ و تلاقـت
أبـرقــت الســماءُ و أرعــدت
أمطــرت
جاء الشتاء..
جـاء الشــتاءُ قاســياً
باحثـاً عـن حضـنٍ يأوي إليــه
كطفـلٍ تاه مـنذ سـنين
أحرقتـه أوجـاعُ الحنيــن
تبخـرت دمـوعُـه إلـى سـمائه العاليــة
هطلـت علينـا مطــراً
أنجبــت طفــلاً
أتـى بملامحــه القاســية
بأعصـابـه الباردة
حـامـلاً بجعبتـه الذكـريات
عـازفـاً ألحـانَ الحنيــن
راقصـاً تحـت قطـراتِ الأنيـن
مخيّمـاً فـوق أنفاسـنا
مجمّـداً أرواحَنـا
جاريـاً بعـروقنـا ..
أيُّهـا الشــتاء
يا لحـنَ البــكاء
يا أمــلاً تائهــاً
باحثـاً عـن البقـاء
أُغلقـت كـلَ الأبــواب ..
تاهـت مشـاعرُنا وسـط الضـباب
تعلّقـت أحـلامنــا علـى أغصـانِ الشـجر
تُســقى بقطـرات المطـر
أيُّهـا الشــتاء
لمـلّـم أحـلاَمنــا
مـا عـدنا نقـوى علـى السـهر
نام القمـر
ضـاع البشـر
عُمـي البصــر
أيها الشتاء
أيقِظنـا
عانقنـا
أيقظنا…
باتـت أحـلامنـا سُــهر
اشــتقنا نلمـسُ المطــر
نشــتمُّ رائحـةَ التـرابِ العطِـر
فيا ســماء الشــتاء
أمطـــري …