يسألني
ما الذي أراه في بلاد الغربة؟
أرى مدناً تعج بالخوف والكمامات
شوارعَ جريحة تئن من الوحدة
رصيفاً يتكىء على كتف الطريق
يتجاذبان أطراف الحديث
غلاء الأسعار
وفواتيرَ متراكمةً على رفوف القلب
هنا بحرٌ بلا شاطىء
مراكبُ بلا أشرعة
نوارسُ بلا أجنحة تحلّق عالياً
وحين تبصر عاشقاً وحيداً
تغدو جناحاً بحجم مظلة
تهديه ظلاً
هنا الغضب والهدوء
وشاطئٌ وحيدٌ مطلٌّ على شرفة الجنون
عيونٌ تعانق خريطة العالم
ترسم بالمقل بحراً ومركباً للمغادرين
هنا رسائل معتقة بالشوق
تنتظر أن تنمو لها أجنحة لتطير
بعد أن خذلتها الرّيح
هنا ضحكاتٌ تعانق شهقة الموت
نساءٌ منحنيات على ماكينة
أصابعهن تسابق الإبرة
حتى تنغرز باللحم
لتلتصق مع قطعة القماش
يسيل دمها أرغفة
وأفواهٌ فاغرة تنتظر قضمة
هنا رجالٌ ونساءٌ ولغاتٌ متعددة
يتحدثون بالعيون
بعد أن قيدت ألسنتهم كمامة
وصافرة الشرطة
هنا أنا وأنت
رسائلُ في زجاجة مرمية في بحر النسيان
قلوبٌ من زجاج
تقذفنا أمواج الغربة نحو صخور الشاطىء
لنتناثر شظايا
تُرى
شظايا القلوب هل تجرح أقدام العابرين ؟