أمام باب البحر مزدحما
بالفراغات التي تمر
في جوف العمر ثم تنزل
كحجر ثقيل الى قعر الليل،
محدثا دويا
يزلزل أرجاء الكون
الغارق في صمت مريب.
من علو شاهق يغري
بالسقوط الى مهاوي
بئر الدهشة السحيقة،
بعد أن ضاعت كل القرابين
وتعفنت في سلة المهملات
وتاهت كشراع يائس
تأرجحه أمواج لاهبة.
لم يكن في إنتظاري احد
وهاتفي لم يرن ،
منذ أن دخل الشتاء الى المدينة
متنكرا في هيئة ساحر
ينفث دخانا اخضر اللون
من فمه فتطير أسراب من الفراشات
الضوئية من أذنيه،
أمام إعجاب الغرباء
وذهول صبية بؤساء
بعيون منطفئة وعنفوان خافت،
يشبهون الاطفال الحالمين
بالعبور في خزانات الشاحنات
الى الفردوس الاوربي القصي.
أعد خطاي وكل الرسائل
الممهورة بطعم الفقد
العالقة في ذاكرة السنين،
وماتبقى من ساعات
لم يبتلعها المدى هباءا
في حقيبة السفر قبل الوصول
الى الابواب المسجاة على العدم.
في موغادور كما في الناظور
النوارس بريش واحد ولكنات
متعددة،
قال عجوز يشبه حراس المقابر
في أفلام الكوبوي،
يطعم قططا سمينة
قيل أنها تحفظ أسرار الموتى
وتعيدهم إلى سيرهم الأولى.
رضوان بن شيكار
شاعر من المغرب