حنينٌ إلى الذَّات/بقلم:حسين المحالبي

أَحِنُّ إلَيَّ..

متَى ألتقي بي؟

سَألتُ المسافاتِ والوَقتَ،

قالوا: ستَحتاجُ خَمسينَ عامًا

مِنَ الرَّكضِ فَوقَ الخَرائطِ

حتَّى تعودَ إليكْ.

تَحيَّرتُ في قولِهِم وانذَهلْت.

التَفتُّ أمامي

رأيتُ الرِّياحَ فنادَيتُها:

يا رياحُ تعِبتُ رحيلًا،

وظِلِّي تَناءَى وغابْ،

ولم يَهتَدِ الخَطوُ أيَّ سبيلٍ..

متَى ألتقِي بي؟

دَنَت مِن سؤالي وقالَت:

– مُحَدِّقَةً فِيَّ، رَافِعَةً حاجِبَيها –

أمَا تَستَحي؟!

ثُمَّ أَكمَلَتِ السَّيرَ والإغتِرابْ.

سألتُ السَّحابْ،

وقَد كانَ مُنشَغِلًا بالتَّكَثُّفِ والإنهِمارِ؛

فلَم يلتَفِتْ لي.

تَوَجَّهتُ نحوَ الجبالِ،

سألتُ ارتِفاعاتِها بارتِباكٍ:

متَى ألتقي بي؟

أجابَت:

وجَدتُ شَبيهًا لمَعناكَ يَبكي هُناكَ

على صخرَةٍ وحدَهُ البارِحَهْ.

تمالَكتُ أنفاسِيَ الجامِحَهْ،

ورُحتُ أفتِّشُ قربَ السُّهولِ،

وبَينَ البَوادِي،

وفي فَلسَفاتِ القِفارِ،

ولكنَّني لَم أَجدْني

كأنِّي سَرابْ!

حَزِنتُ كثيرًا – كعادَةِ قَلبي –

مَلِلتُ السُّؤالَ .. وعِفتُ الجَوابْ.
.
.

وهأَنَذا ما أزالُ

أَحِنُّ إلَيَّ، ولَن ألتقي بي..

حَنينَ الغُبارِ علَى الطَّاوِلاتِ،

حَنينَ الصَّدَا فَوقَ مِزلاجِ بَابْ.


 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!