لا تَحسب ِ الشعر َ قيثارًا عَزَفناهُ
أو شطرَ بيتٍ على لَوحٍ كتبناهُ
ماالشعرُ إلا لهيبُُ من تَأوِّهُنَا
لَولا المعاناة جرحًا ما خَلَقناهُ
من كُل حزنٍ جعلنا حرفه مُقلًا
ومن وريد الحنايا قد أرَقنَاهُ
بغربةِ الروح طفلاً في مواجعنا
قد عاش يكلؤنا جرحًا ونرعاه
بلا اندمالٍ تَنَامَىٰ في خَوافِقِنَا
ملء الجوانحِ جرحُُ فاغرُُ فَاهُ
وكان شَلَّالُ حزنٍ في جوارحنا
قبل اليَفَاعِ قصيدًا قد حَضِنَّاهُ
ضجيجُ صمتٍ، تناهيدُُ ودَامَعةُُ
مع العشايا هديلا قد سَجَعنَاهُ
شُبَّابةُُ في مهب ِ الروحِ باكيةُُ
و رَجعُ حُزنٍ قديمٍ ما بكينَاهُ
إن كانَ للحرفِ نبضُُ والبيانُ فمُُ
نحنُ التَّجهُّمُ حزنًا في مُحَيَّاهُ
في صدر قافيةٍ نحن الحنينُ به
ونبضُ أفئدةٍ تأوي حَنايَاهُ
يا حزن أيوب ماذا أنتَ صانعهُ
لوْلَا يَدُ الصبر ضَمَّت جرحَ مُضناهُ
فامددْ طويلاً حبالَ الصبر ياوجَعِي
ورَتِّقِ الجرحَ يكفي ما نَزفنَاهُ