هُناكَ زَيتونةٌ/بقلم:حسين المحالبي( اليمن)

هُناكَ زَيتونةٌ ظَمأَى
تَسيلُ دمًا حُرًّا ..
ونَعجَزُ عَن تَضميدِها سَاقَا..!
أَغصانُها نائِحاتٌ
لا ثِمارَ بها ولا ظِلالَ ..
أَلَيسَ الظِلُّ أَوراقَا..؟
“قالَت لأَترابِها:” لَن أَنثَني أَبَدًا
وإِن تَشِبُّوا بِيَ النِّيرانَ إِحراقَا
لا نَخلةً رَفَعَت رأسًا لنُصرَتِها
أَوْ أَنَّ تِينًا إليها حَنَّ واشتَاقَا
وأَنكرَتها حُقولٌ حولَها وبَساتِينٌ
وما حَفِظَت عَهدًا ومِيثَاقَا
مَرَّت بُكاءً على الأيَّامِ وانتَظَرَت
حتَّى تَجَلَّت صلاةُ الله آفَاقَا
وحاوَلَت أَنْ تُربِّي
ما تيَسَّرَ مِن أَبنائِها
وتُوارِي الحُزنَ أَعمَاقَا
وحَرَّكَت دَمعةً صِدِّيقَةً وَجَعًا
وفَسَّرَت مَوتَها اليَومِيَّ أَحدَاقَا
فبَعدَها لَمْ تَنُحْ إلَّا لِغَيمَتِها
ولَم تُلامِسْ يَداهَا الجَدبَ إِطلاقَا
لذِلكَ اليَومَ
وَعدُ الأرضِ يَصدُقُها
والمُستحِيلُ بحَجمِ الصُّبحِ إِشرَاقَا
فلتُسقِطِ الآنَ بالطُّو.فَانِ
أَشرِعَةَ البَاغِي
وتُرْدِ بِهِ – يا رَبُّ – إِغرَاقَا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!